ترجل مؤخراً من صهوة جواد الكلمة اسم كبير في عالم الصحافة اليمنية، الأستاذ فيصل الصوفي الذي وهب مهنته ورسالته ذروة سنام جهده وكل عطائه. رحل فيصل وبقت فواصل وفاصلات فيصل وفصوله.
أعرفه من صنعاء وطالما التقينا شخصياً وفي مناسبات عدة في عاصمة الروح. توثّقت معرفتي به في عدن وبئر أحمد.
عشنا معاً طوال الليل والنهار، ما عدا فواصل النوم القليلة التي كُنّا نقتطعها، أكلنا معا واستمعنا له معاً (مع الرفاق). كان هادئا ورصينا وشخصا أعمق من صورة فيصل في المقالات.
حدثني في إحدى المرات ونحن في استراحة جانبية هناك أنه مصاب بدوالي في المعدة. قلت كيف علاجه: قال الحمية وعندي قائمة في ذلك.
عرفت الفقيد الكاتب الكبير فيصل الصوفي عن قُرب طوال عشرين يوما تقريبا. استفدت منه كثيرا ووهبني الكثير من المعارف وكيف تصبر وتتجاوز حتى دوالي المعدة والأعداء الذين يضيقون برسالتك.
فُجعت بخبر رحيله، وكنت أطمع بلقاء أخير يجمعني به على رحاب المحبة وفراديس الكلمة وفراش مرضه.
لكنه فيصل، فيصل الصوفي الذي يأتيك كالغيث ويغادر أجواءك ونفسك وروحك وحقولك دون أن يقول لك: عفوا انتهى وقتي، سأرحل.
تعازينا للصحافة اليمنية والعربية ولرفاقنا في المقاومة الوطنية. ومن قبلُ وبعدُ أسرته وأولاده الذين حدثني عنهم كثيرا بحب الكبير الشاهق. رحمه الله وأسكنه الجنة.