صرح الفنان فؤاد عبدالواحد في مقطع من مقابلة أن يفخر بحصوله على الجنسية البحرينية ويفخر باصوله اليمنية أيضاً، ولأن الفنان مواليد ونشأة اليمن ولم يمض له في دول الخليج سوى سنوات فقد قامت الدنيا ولم تقعد، ربما كان التعبير قد خان الفنان بنسبة بسيطة، فلم يقل أنا يمني وأحمل الجنسية البحرينية، أو لم يدل بتصريح يتوافق مع طبيعة الجمهور اليمني الذي أعتاد على تصريحات أبو بكر سالم ثم أروى وبلقيس، إلا أن تصريحه المذكور أعلاه لا يوجد فيه انتقاص لليمن في شيء ولا تنكر ليمنية الفنان، ولكنه يجعلنا نضع بعض التساؤلات ونقول:
ماذا تريدون من الفنان فؤاد عبدالواحد أيها الشعب الذي يبحث معظمه إن لم يكن كله عن جواز وجنسية لوطن آخر يمنحكم الحياة الكريمة؟.
نحن شعب فشل أن يصنع له حاضرا لذلك لايزال يعيش في عقدة الماضي. فإذا قال فؤاد أنه من أصل يمني فليست جريمة، بل الجريمة حين نقتص المقطع ونأخذ ما نريده فقط، ونتجاهل أنه قال أنه يعتز جدا جدا بأصوله التي لو ظل عليها لبقي يغني في الأعراس وشدقه محشو بالقات ولن يتجاوزه، بل سيظل بعد كل حفلة عرس ينتف شاربه ليتضامن من صلعة رأسه، كما قال بأنه يعتز بالجنسية الخليجية التي منحت من سبقوه كل شيء حتى وصلوا للقمة والتي تمنحه الآن ثقة كبيرة شكلا ومضمونا.
نحن شعب متناقض جدا، حلمه الهروب من عذابات وطنه لكنه لا يعترف بعد أنه فقير جدا معذب جدا ومتعب جدا، ومتخلف جدا جدا.
نحن شعب لم يجرب الحياة التي يعيشها بقية سكان الكوكب، لذلك نحن مفرغون من الواقع وبعيدون عن الحقيقية لذلك نعيش على العواطف الهوجاء ونقيم كل شيء وفقا لها.
إيها الشعب الذي تكذب كثيرا، ألا يفخر الواحد منا أنه يملك أي جنسية غير اليمنية؟ ألم يصبح هذا الأمر مفخرة لكل يمني؟ ألا تتفاخر أمام أصدقائك أنك تملك الجنسية البحرينية أو أي جنسية أخرى وتعتبره أهم إنجاز حققته في حياتك؟ ألست أنت من تدفع آلاف الدولارات مقابل الحصول على تأشيرة هروب؟ إذا لماذا انتقدت رجل حقق نجاحات كبيرة لم تكن لتتحق لو بقي في بلدك أصل العرب.
ألا توافقوني أننا نعيش وضع نفسي خطير بل وكارثي، لقد أصبحنا نشعر أننا محور العالم ويجب أن يصبح البقية نسخة من أفكارنا وأشكالنا وحتى كلماتنا، إليست تلك من علامات الهوس النفسي، إنه أمر خطير جدا، وصولنا لهذه المرحلة أمر مخيف إنه تفكير حيواني لا علاقه له ببشر يعيشون في هذا الزمن المفتوح على كل شيء.
ملاحظة أخيرة: ماذا تعرفون عن الشاعر أحمد الجابري وكم عدد الذين حضروا جنازته؟
- من حساب الكاتبة على فيسبوك