كانت وجهته عاصمة دولة عربية لغرض العلاج، وقبل إقلاع الطائرة بدقائق قليلة، قرر العودة إلى مدينته المفضله، فأخذ حقيبته وغادر الطائرة المدنية، تاركاً وراءه حالة دهشة وذهول طاقم الطائرة وجميع الركاب اللذين كانوا على متن الطائرة، وتساءلات عدة عن السبب!!.
نزل من الطائرة على قدميه ووصل إلى صالة الوصول، حينها لم تجد إدارة المطار وشركة الطيران وطاقمها أي جواباً أو مبرراً لهذا القرار المفاجئ، ونادر الحدوث، حيئذ وجد حالة صمت من كل الموظفين والافراد والعاملين في المطار الدولي.
واصل السير على أقدامه إلى خارج المطار، واستأجر سيارة تاكسي اقلته إلى الفرزة التي تقل الركاب المتوجهين إلى عاصمة المدينة، وحين وصل إلى هناك قيل له أن الباص قد غادر المكان قبل نحو عشر دقائق، أنتظر الباص التالي الذي أنطلق بعد نحو أربع ساعات ونيف من الإنتظار.
مضى الباص في طريقة نحو تلك المدينة، وحين وصل إلى النقطة الأمنية، أخذ أفراد الأمن الوثائق الشخصية للركاب، وتوقفوا لدقائق يحدقون في وثيقة سفر الرجل الذي غادر المطار إلى دولة عربية، وينظرون إلى الوثيقة وصورة الرجل، ولسان حالهم يقول "كيف غادر.. وهو أمامنا وثيقة وصورة وجسد".
لم يسألوه ليش.. وكيف.. ولماذا.. لكن أحد الضباط وهو ذكي، وعبقري، ومهني، أدرك من خلال ملامح الرجل أن مشكلة ما دفعته للعودة.. وفجأة صحيت من النوم ووجدت نفسي قد سافرت قبل عشرة أيام إلى قاهرة المعز.