يتساءل البعض عن حقيقة العداء لأمريكا وإسرائيل من قبل إيران والشيعة حول العالم وجواب ذلك من المنظور التأريخي والعقائدي والسياسي والعسكري هو أن للفرس الإيرانيين "المجوس" قبل الإسلام علاقة جيدة مع اليهود ومما يذكره المورخون ان اليهود كانوا مكروهين من قبل الكنعانيون والبابليون والاراميون والاشوريون والإغريق وكل الأمم القديمة ولم يصادقهم غير المجوس الفرس وعندما قام الملك البابلي نبوخذ نصر بإستباحة وتدمير مملكة إسرائيل وتهجير اليهود إلى كردستان وفارس وبلاد ماوراء النهرين اعادهم مرة أخرى إلى فلسطين الإمبراطور الفارسي قورش وذلك بعد إسقاط دولة بابل الكلدانية عام 539 قبل الميلاد وقيام الإمبراطورية الأخمينية الفارسية بدعم وإسناد من المشردين اليهود وبعد أن امتد نفوذ الفرس الأخمينيين إلى فلسطين سمح لهم الإمبراطور قورش بإعادة بناء الهيكل في القدس واعطاهم الكثير من الإمتيازات دون غيرهم ويحتفل اليهود بقورش الفارسي ويعتبرونه رمزا من رموزهم التأريخية.
وفي العصر الحديث تعد إيران ثاني دولة إسلامية "بزعمهم" تعترف بإسرائيل وذلك بعد انقلاب 1953 زمن الشاه محمد رضا بهلوي وبعد قيام الثورة الخمينية المدعومة من الغرب وخصوصا من فرنسا عام 1979 أعلنت إيران قطع علاقتها السياسية والتجارية مع إسرائيل ظاهريا ولكن الوقائع تقول ان هناك علاقة سرية بين إيران وإسرائيل ومايثبت ذلك فضيحة إيران كونترا الخاصة بتزويد إسرائيل للإيرانيين بالأسلحة والذخائر المختلفة أثناء الحرب العراقية الإيرانية عام 1980-1988 وكذلك اعتراف إيران بدعم القوات الأمريكية أثناء غزو أفغانستان والعراق قبل سنوات من الأن.
ولذلك فإن العداء الظاهر بين إيران وامريكا وإسرائيل عداء زائف فهناك يهود في البرلمان الإيراني وهناك فتوى لمؤسس الثورة الإيرانية آية الله الخميني بحماية اليهود كأقلية دينية وهناك مسئولين في الحكومة الإسرائيلية ترجع أصولهم إلى إيران امثال الرئيس الإسرائيلي السابق موتشيه كاتساف وهناك تعاون أمني وإستخباراتي سري بين البلدين ومجموعات عمل مشتركة تعقد إجتماعاتها الدورية في العديد من العواصم الأوروبية كما صرح بذلك الكاتب والباحث الأمريكي تريتا بارسي في كتاب الفه حول العلاقة بين إسرائيل وايران والذي كان يشغل حينها رئاسة المجلس القومي الأمريكي الإيراني إضافة إلى إبدأ الرئيس الإيراني الأسبق احمدي نجاد لصحيفة & quot الأمريكية الصادرة في 2008 إمكانية اعتراف إيران بدولة إسرائيل المحتلة.
ومن صور الأكاذيب الإيرانية في إظهار العداء لأمريكا وإسرائيل وقلب الحقائق راساً على عقب الشعارات السياسية والخطابات النارية والحماسية الرنانة التي يتم من خلالها التغرير والكذب على الشعوب العربية والإسلامية تحت مسمى محور المقاومة والممانعة ومحاربة الشيطان الأكبر "أمريكا" والشيطان الأصغر "إسرائيل" والموت لأمريكا والموت لإإسرائيل وتهديدهم الدائم والمستمر منذ أربعة عقود برمي إسرائيل إلى البحر وغير ذلك من انواع الكذب والخداع والإستغباء للملايين من المسلمين السذج الغافلين عن الجرائم المروعة التي تركبها إيران ضد المسلمين العرب في إقليم الأحواز العربي المحتل وجرائم اذرعها الإرهابية في العراق والشام واليمن التي فاقت جرائم قوات الإحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ ١٩٤٨ قال تعالى: {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} الأنفال آية 30. صدق الله العظيم