يقوم الوعي السياسي الحوثي على فهم "هادوي" للسلطة! والفهم الهادوي -كما عرضه الهادي في كتبه «2» انه امراً ربانياً يقوم أساسًا على التقسيم الهرمي للسلطة، قياسًا على جسد الإنسان وهي كالأتي:
1- "الرأس" الذي توجد فيه النفس العاقلة وتمثله (السلالة الهاشمية من البطنيين التي اصطفاها الله لقيادة المسلمين وحصر فيهم الحكم وقيادة الأمه وادارة شؤنها).
2- "الصدر" الذي تقبع فيه النفس الغضبية وتمثله (طبقة المواليين والمحبين لآل البيت، خلقهم الله ليكونوا عمالاً في سلطة البطنيين مثل جنود “وحرّاس”وقضاه وعمالا ومأموري جبايات الزكاه والضرائب..الخ) 3 ـ "أسفل البطن" الذي تقبع فيه النفس الشهوانية وتمثله (طبقة العامّة من اليمنيين، او القبائل وغيرهم من اصحاب المهن الحرفية.
وبحسب الهادي ،لا يعمل الجسد بشكل جيد وسليم إلا عندما تقود النفس العاقلة كلًا من النفس الغضبية والنفس الشهوانية، من هنا يشرع الهادي حصر الحكم في البطنيين من سلالة الحسن والحسين اولاد علي وفاطمة، ويجرمها على غيرهما من طبقة النفس الغضيبة والنفس الشهوانية ويضع صفات معينة للحاكم السلالي لما تتطلبه من علوم شرعية و ذكاء ومعرفة وشجاعة واقدام وحمل ارث الولاية العلوية.
«في المعتقد الهادوي» "المساواة" بين الناس «كفر» لأن الله امر بالعدالة ولم يأمر بالمساواة، فالمساواة بين الناس بحسب المعتقد الهادوي هي اشد انواع الجور والظلم وهي ضد العدالة التي امر بها الله، لأن العدالة تقضي [ انزال الناس منازلهم ] اي ان العنصرية والتمايز والطبقية هي معايير العدالة في المجتمع عند الهادي، فمثلا لايجوز المساواة بين غني وفقير في المعاملة، لأن الغني ارفع مكانه من الفقير بما فضله الله، ولا يجوز المساواة بين هاشمي ويمني لان الهاشمي فضله الله على اليمني، ولايجوز المساواة بين يمني فلاح (قبيلي) ويمني جزار اوحلاق... الخ من اصحاب المهن الحقيرة.. كما يعتقد الهادي..
إذ يقول الهادي، كيف لله سبحانه ان يقضي بافضلية الناس علي بعضهم البعض، ثم يأتي المسلم الجاهل يطالب بالمساواة ويأمر بها مخالفا شراع الله مزدرياً حكمته وبسبب مفهوم السلطه والعداله في المعتقد والوعي السلالي الهاشمي لايمكن ان يقبل الحوثيين بأي اتفاق يفضي إلى شراكة متساوية بين الهاشميين واليمنيين في السلطة والثروة والمساواة في الحقوق والواجبات امام القانون.
في المقابل يمكن لليمنيين في لحظة ما، ان يتصالحوا ويتفقوا فيما بينهم وينهوا الحرب وينتهوا إلى حل يرضي جميع الاطراف اليمنية مهما بلغ حدة الخلاف والاختلاف فيما بينهم يظل امل المصالحه الوطنية قائما، لكن من المستحيل الاتفاق سياسياً مع الحوثي وسلالته، ويعد الوصول معهم الي حلول مرضية لجميع الاطراف ضربا من خيال؟، فلا يمكن تجاوز مرحلة الحوثي وسلطته السلالية المتجانسة” في المعتقد (حصر الحكم في البطنيين والحق الإلهي) عبر اتفاقات ومصالحة وطنية إلا ان يسقط عسكرياً..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ الهوامش:
- الامام الهادي يحيى ابن الحسين الرسي مؤسس الدولة الزيدية في شمال شمال اليمن. - أصول الدين (عقيدة أهل البيت الطاهرين)... - الأحكام في الحلال والحرام ط أهل البيت.. - الأحكام في الحلال والحرام ط بدر... - المنزلة بين المنزلتين... - تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)... - كتاب المنتخب ويليه أيضا كتاب الفنون... - مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين... - مختارات من رسائل الإمام الهادي (ع).
ملاحظة: عند بحثنا عن اصول (النظرية الهادوية) في تقسيم الناس قياسا على الجسد، اتضح انه استملهمها من الفلسفة اليونانية.