إذا كان أول الغيث قطرة فإن أول وصولك إلى تحقيق الأهداف الخاصة بك سواءً كنت فرداً أو مؤسسة أو كيان هي خطوة.. نعم خطوة واحدة فقط، لأن من يبدأ الخطوة الأولى لابد أن يُتبعها بخطوات تالية، تتنوع هذه الخطوات، تتباعد أو تتقارب، ذلك شأن أصحاب الخطى، ومن باب الشيئ بالشيئ يذكر.
بدأ حملة المشروع الوطني خطوات جبارة تنوعت بين سياسية واقتصادية وبعض إيماءات عسكرية تجلت تلك الخطوات في العاصمة المؤقتة عدن، حين ألتقت الأحزاب والتنظيمات والقوى والمكونات السياسية لقاءاتها من أجل الإنخراط في مكون جامع ينضوي تحته كافة تلك المسميات السياسية من أجل تحقيق الهدف الأوحد والأسمى لها وهو إستعادة الدولة وانهاء الانقلاب. هذه الخطوة.. خطوة جبارة بكل ما تعني الكلمة من معنى، وأعتقد أنها تأخرت كثيراً كغيرها من الخطوات التي تأخرت، ولكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي. الخطوة الثانية.. هي إقتصادية بإمتياز حيث قام البنك المركزي اليمني بتوجيه رسائل للبنوك اليمنية بسرعة العودة إلى العاصمة المؤقته عدن ونقل مقراتهم الرئيسية إليها ومخاطبة الهيئات المالية الدولية بهذا الإجراء.
هي خطوة جبارة ايضاً، حيث أن الإقتصاد ركيزة أساسية في سبيل إستعادة الدولة وتجفيف منابع تمويل المليشيات الكهنوتية.
الخطوة الثالثة.. زيارة فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، بمعية ثلاثة من أعضاء مجلس القيادة إلى مأرب، وحضورهم تواً إلى كلية الدفاع والطيران في مأرب.. وكلمة رئيس مجلس القيادة هناك وعدم حديثه ولو بكلمة واحدة عن السلام هو مؤشر عسكري فرضته هيبة المكان قبل الزمان.
خطوات عظيمة بقدر ما بثت الأمل في قلوب حملة المشروع الوطني لأن كل وطني حر يسعى إلى إستعادة الدولة يفرحه كل خطوة في سبيل إستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
أما المليشيات الحوثية، فبالتأكيد ستنزعج كثيراً من تلك الخطوات، والتي لو إستمرت حتماً ستسرع نهاية المليشيات الحوثية.
إن تناغم الخطوات سياسية واقتصادية وإيماءات عسكرية هي ما يحتاجه اليمنيون لتسريع إستعادة العاصمة صنعاء.. فالسلام غير ممكن مع من لا يؤمن إلا بالموت.
بالاخير أعتقد جازماً إن الإقليم والعالم ثبت له عملياً أنه لابد من دولة إن كان يهمهم الأمن المحلي والإقليمي والدولي، وناهيك عن اهتمامات الآخرين.
فإن أولى أولوياتنا كيمنيين هو شيئ واحد فقط هو إستعادة دولتنا بالطريقة التي نراها مناسبة لنا وفي توقيت نختاره نحن بمعية كل من يهمه أمن واستقرار المنطقة.