لم يعد الوضع خفياً على الجميع، حول حزب الإصلاح الذي كلما تحالف مع مكون أو حزب سياسي طعنه في الخاصرة، فكم وكم كانت تحالفاته، وكلها بهدف تقوية نفسه وتفرقة الجهة الأخرى، ولكم أن تراجعوا تاريخ الحزب منذ نشاءته، وكانت فوضى العام 2011م بداية التدمير بعد أن أعتقد الحزب أنه أصبح قوة ستقضي على خصومه، والتي أستخدم شعارات تتغنى بالشباب وتطلعاتهم.
كان الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، يبادر لتلبية متطلبات الشباب في ساحات الاعتصام، وكان الشباب يرحبون بتلك الاستجابة، لكن حزب الإصلاح وشركائه يسارعون برفضها ويتحججون بمطالب أخرى، حتى أنهم كانوا يرغمون الشباب على أشياء عديدة، ولكن تلك الفوضى أو الأحداث قد مرت وسيطر الحزب بالكامل على الدولة، فماذا قدم ذلك الحزب من مشاريع أو خطط أو أي دور في بناء الوطن..؟؟ أو بالأصح نقول لهم لماذا لم تحافظوا على كل ما استلمتوه في العام 2012م..؟؟
حاولنا نتناسا الماضي ونطي صفحته، لكن التقلبات والتغيرات التي يشهدها اليمن، يتطلب منا أن نتحدث عن الواقع، وأن نصارح الجميع بحقائق دامغة تطعن معركة التحرير واستعادة الجمهورية اليمنية الموحدة، ومنها سيطرة حزب الإصلاح على محافظة مأرب بالكامل، واستحواذه على كل الوظائف، وفي حال تم تعيين شخصاً آخر من حزب آخر تنهال الاتهامات بالفساد والتخوين وما شابه.
الأحداث التي شهدتها اليمن ليست مجرد أحداث لآراء أو أهداف محلية، بل هي نتيجة إملاءات خارجية، تم إملائها على حزب الإصلاح الذي ما زال حتى اللحظة مرتهناً للخارج ويطعن معركة التحرير واستعادة الوطن في الخاصرة، وكلما تم إحراز تقدم ملحوظ، سواءً كان عسكري أو سياسي، يسارع الحزب بافتعال أحداث جانبية، وبث سموم التفرقة والتمزق في أوساط القوى السياسية، آخرها عرقلة توحيد الصف الجمهوري لمواجهة الجماعة الحوثية.
كان بعض الناس، بما فيهم بعض الأشقاء العرب، يعتقدون أن حزب الإصلاح جزء من القوى السياسية المواجهة للمشروع الحوثي، ولكن جاءت الأحداث وتسارعت لتكشف الوجه القبيح لهذا الحزب، وهو الأمر الذي أدى إلى انكماشه في أغلب المحافظات اليمنية، ماعدا محافظة مأرب التي يهيمن عليها ويستحوذ على كل المناصب فيها.
يمثل هيمنة حزب الإصلاح على مأرب طعنة في خاصرة الحكومة اليمنية وفي خاصرة معركة التحرير واستعادة الجمهورية، ومنذ تشكيل مجلس الرئاسة وأعقبها أحداث غزة، فإن الستار قد انزاح عن الوجه الحقيقي لحزب الإصلاح المتناغم والمتخادم مع الجماعة الحوثية، ولعل أبرز ذلك تأييد كل الأعمال الإرهابية التي تنفذها الجماعة الحوثية في البحر الأحمر وغيرها من قمع وتنكيل باليمنيين، وهو ما يسبب ضرراً كبيراً على الاقتصاد اليمني.
لعل الأحداث كثيرة وعظيمة، ولكن نكتفي في هذا المقال بما كتبناه، لعلنا سوف نتطرق بإذن الله تعالى إلى مواضيع أخرى، وكشف حقائق أخرى، جميعها تصب في موضوع خيانة الجمهورية وعرقلة معركة التحرير، واستمرار ارتهان الأحزاب السياسية للخارج الذي أضاع اليمن وأدخلها في مستنقع الحروب.