ظهر زعيم مرتزقة إيران في اليمن عبدالملك الحوثي، اليوم، ليوجه صفعة لأنصاره الذين كانوا يتوقعون معادلة مماثلة كتلك التي حددها من قبل مهددًا المملكة العربية السعودية، يرد بها على العدوان الصهيوني الذي استهدف مدنيين ومنشآت مدنية في الحديدة، غداة تبني الجماعة الإرهابية هجومًا على الأراضي المحتلة بطائرةٍ مسيّرة.
لكنّ خطاب مرتزق إيران خلا، اليوم، تمامًا من كل العنتريات التي اكتظ بها خطاب سابق قصد به المملكة العربية السعودية.
استهلك الحوثي قرابة الساعة لشرح أهداف الكيان الصهيوني من تصاعد ألسنة اللهب في ميناء الحديدة، وبدت "سبابته" مرتعشة تنتظر طبيعة التوجيهات الصادرة إليه من غرفة العمليات في العاصمة الإيرانية طهران.
لم تكن إيران بحاجة إلى أن تقطع "مسيّرتها" مسافة 2000 كيلو متر من اليمن إلى تل أبيب، وبالإمكان إطلاقها من الحدود المباشرة مع لبنان مثلًا، لكنها ترى الحوثي الأرخص من بين كل أدواتها؛ فكان لزامًا إعفاء حزب الله من تبعات الرد الصهيوني.
يُجمع اليمنيون، من كل الأطراف، على إدانة هذا الاستهداف الغاشم من كيانٍ محتل سعى الحوثيون جاهدين إلى جلب شره إلى اليمن خدمةً لإيران التي تبحث عن رقعة أوسع من الفوضى لمقايضة الغرب في ملفها النووي وتخفيف الضغط على جبهة مليشياتها في لبنان؛ لكن هذا لا يعفي المليشيا الإرهابية من تحمّل مسؤولية مفاقمة أزمات اليمنيين وتوفير المبررات والذرائع للكيان المحتل باستهداف المنشآت الحيوية في البلد.
وإذا كان زعيم مرتزقة إيران في اليمن صادقًا في تهديداته الرعناء التي أطلقها ضد المملكة العربية السعودية منذ أيام، دون مسوّغ سوى المقامرة والاستفزاز ومحاولة الهروب من الالتزامات الداخلية نحو خيارات التصعيد؛ فكان عليه اليوم ترجمة هذا التهديد بالرد على استهداف ميناء الحديدة بقصف مماثل لميناء إسرائيلي وإلحاق نفس الأثر الذي لحق بميناء الحديدة.
إنّ ما جلبه الحوثيون لليمن ليس هينًا، ولا تبرره أو تغطيه الشعارات الجوفاء التي تسوقها المليشيا لكسب التعاطف وإلهاء الناس عمّا حل بوطنهم؛ بالأمس استدعت تحالفًا دوليًا عسكر البحر الأحمر لصالح إيران، واليوم عدوًا صهيونيًا خدمة لإيران- أيضًا- وتخليصًا لحزب الله من أزمة المواجهة مع الاحتلال، والثمن الأعظم لكل هذا الطيش والاستهتار يدفعه اليمنيون لا سواهم.
*رئيس تحرير وكالة 2 ديسمبر الإخبارية - مدير الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية