ربما لا أبالغ إن قلت ان المقاومة الوطنية كتشكيل عسكري وفصيل سياسي هو الأقرب والاكثر انسجاماً وتشاركاً مع كل قوى الجنوب بكل تشكيلاتها العسكرية وتوجهاتها السياسية.
ولا اقصد هنا أن علاقته مع بقية شركاء المعركة في الساحة الوطنية المقارعة للحوثي اقل شاناً او يشوبها شائب، بل إن هدفه معروف ورؤيته واضحة ولم ينحرف إلى معارك جانبية تخلق تأثيرات سلبية كما حدث بين الاطراف الأخرى.
جاء تأسيس المقاومة الوطنية كامتداد لثورة الثاني من ديسمبر والجميع يعرف ان الجنوب أرضاً وإنسانا كان منطلق المقاومة الوطنية وحاضنتها وقاعدة انطلاقها عدن "بئير احمد".
جنباً إلى جنب بدأت المقاومة الوطنية مع ابناء الجنوب "العمالقة الجنوبية" معركتهما وتضحياتهما العسكرية كرجال ميدان مؤجلين كل التباينات حتى استعادة الدولة وتوافق السياسيين مستقبلاً.
اليوم يحاول بعض الحاقدين الذين لا يتوقفون برهة عن استهدافهم المقاومة الوطنية والجنوب ببث السموم والحقد من خلال الشائعات والدعاية الكاذبة لتعكير ذلك التلاحم بين هذا الاصطفاف الوطني المتماسك ولكن دون جدوى أمام الوعي المجتمعي الراقي والشراكة النضالية.
بعد ان عجزت تلك الحملات الإعلامية المسيسة والممولة في الايقاع بين المقاومة الوطنية ومحور تعز وفشلت في جرهم إلى معارك جانبية عادت من الباب الخلفي لمحاولة خلق شرخ بين رفقاء المعركة والنضال في الجنوب عن طريق الترويج لمخاوف من "الوطنية".
كذبة الانتشار والتوسع جنوباً باتت معروفة ومن يقف خلفها مفضوح ممن يغرد من فنادق الخارج.
وواضح استهدافهم "المقاومة الوطنية" من خلال تأجيج ونفخ الرماد في فضاء الجنوب الحر الذي يثق بالمقاومة الوطنية أكثر من ثقته بهم.
ذلك الهراء لا يشكل شيئا يذكر بقدر دناءته أمام صلابة ومتانة التلاحم الصادق والإخلاص العالي في مواجهات المشروع الحوثي من قبل كافة الشركاء في المعركة المقدسة.
ومن هذا المنطلق كل الشكر والتقدير والعرفان للابطال الذين تحطمت امام صلابتهم أحلام الوجه الآخر لمليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية.
"يتحدثون عن المعركة وهم من حماها بعيد"..
يجب ان تكفوا عن نعيقكم والحديث عن الوطن والتحدث باسم الوطن وانتم خارج الوطن.
دعوا الحديث عن الوطن لمن في الوطن.. الحديث لمن قاتل وناضل وجرح وسال عرقه ودمه بين المواقع والمتارس أمثال حمدي شكري الصبيحي ونزار والمحضار واللحجي والمشمشي وقيادات وافراد وسياسيين مخلصين ممن يشهد لهم مسرح عمليات القوات المشتركة والمقاومة الجنوبية.
الصيد في الماء العكر ومحاولة الدجل الزائف أمام هذا الاصطفاف الوطني سيتبخر كما تبخر كل الضخ الإعلامي المساند للكهنوت ضد قوى الصف الجمهوري.