وأنت تتصفح صفحات الأصدقاء لترى ما يدور على الساحة اليمنية تجرك المقادير العابسة لتقع قدماك قبل عينيك على منشورات بعض كتائب الإخوان الإعلامية لتراهم وهم يلوكون نغمة لا غير باختلاف صياغتها: ماذا يريد طارق من تعز؟؟
سؤال يجعلك تتأكد أن هؤلاء لا ينظرون إلى الواقع بأعينهم ولا يحللون الوقائع بعقولهم هذا إن وجدت أصلاً، بل إنهم ينفذون تعليمات فوقية ملقاة عليهم أن اكتبوا ولا تفكروا واتركوا الحياء والاستحياء جانبا حتى وإن لعنتكم الحروف قبل قارئيها فمصلحة "الجماعة" تقتضي التضحية بكل شيء حتى الأخلاق.
وحين تقع قدمي كما أسلفت على مثل هكذا غثاء أتذكر أياماً وسنين مضت كرسنا كل الغل والحقد ومزجناها حبرا خاليا من الوطنية لنقدح ونشمت ونعيب كل مختلف عنا وأول هؤلاء العميد طارق عفاش وقيادات مؤتمرية أخرى لا لشيء وإنما لنبرهن لأنفسنا أننا الوطنيون فقط وما دون تنظيماتنا هم الخطيئة.
وكلما كتبنا خانتنا حروفنا لعلمها أن ما نكتب يصب في مصلحة التمزق والشتات في الداخل الوطني والقوة والازدهار لعملاء التنظيمات الدولية وجماعات الإرهاب لمرشدي قم والمقطم حتى تداركت الكثير من الأقلام الشريفة ما كان ينتظرنا ونحن في غفلة الحقد وسعير الكراهية.
إلى كل تلك الأقلام المملوءة حقدا وضغينة نقول: السؤال ليس ماذا يريد طارق من تعز بل ماذا تريد تعز من طارق؟؟
لأن الخطوات التي يخطوها العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي - قائد القوات المشتركة والمقاومة الوطنية أصبحت جلية للعيان سواء بالجوانب العسكرية أو الاقتصادية أو الخدمية أو السياسية، وكلها تنبئ أن هذا الرجل لا يعمل من فراغ، فما يريده يحققه ويعمل على تحقيق ما لم ينجز بتأنٍ وبروح صبر المقاوم والقائد.
أراد طارق أن يجعل المخا قبلة للوطن فكان له أن اجتمع أبناء الوطن من شتى بقاع الأرض المقدسة اليمنية إلى رحاب "موكا" لتكون المقاومة الوطنية مثالا لتوحد اليمنيين من كل التراب اليمني ومن مختلف المشارب السياسية والقبلية والمذهبية ولتعلن من هناك حراس الجمهورية وما بعدها.
أراد طارق أن تعود لموكا (المخا) تاريخه التليد العابق في أسفار التاريخ فكان لها ميناؤها ومطارها ومشاريعها من كهرباء وماء وصحة، فإذا بكل محب يشمر إليها في حجيج الوطن لتصبح المشروع التعزي اليمني القادم لإعادة حضارة استلبتها المذاهب والعصبية والفرقة.
أراد طارق أن يتسامى وتتسامى معه أرواح اليمنيين في تعز فنبذ الماضي وتعالى عن الجراح ومد يديه لشركاء التحرير أو هكذا يحسبهم لتنطلق رياح الحرية باتجاه قلاع الكهنوت الإمامية لهدمها وإعادة البسمة لليمننة فنجح في بعض وأخفق في الآخر، لأن من مد لهم يد السلام يخفون تحت أنيابهم ضغينة الحقد والغدر فتأبطوا الشر وما زالوا ليفقأوا عين المحبة والعطاء.
أراد طارق أن لا تنظر عيناه بؤس وشقاء اليمنيين فأطلق خليته الإنسانية التي لم تفرق بين أجناء وانتماءات أبناء تعز فكان له محبة أبناء تعز.
أراد طارق أن يجمع الكلمة ويوحد الصف وتخطى الأوجاع وبادر إلى لقاء من خونوه وكالوا له الشتم بإجحاف وغلو غير عابئ بزمن ولى ومضى وفق حساباته الوطنية فالتقى الأحزاب والتنظيمات السياسية في تعز وبسط كفيه وذراعيه لهم أن هذا الوطن فتعالوا إلى كلمة سواء نبنيه ونعمره بعد تحريره وعفى الله عما سلف، بل وكان له السبق في الوعد بعدم رغبة مكتبه السياسي بأي مناصب أو محاصصة للوظيفة العامة، كونه يعلم أنها استحقاق لمن يعمل لا لمن يتسلق، فهل سيعي الجمع مكرمة قوي وهم في حالة وهن وضعف؟؟
أراد طارق أن تكون تعز وتهامة هي المنطلق والانطلاقة للتحرير الأزلي لليمن من الإمامة وحكم الكهنوت فعمل الإرهاب وأقلامه المأجورة على محاولة دك بنيان وحدة القوات المشتركة وقوات العمالقة شركاء الدم والسلاح وذلك بدس سموم سواد تفكيرهم في مسرح عمليات لا شأن لهم بها لكنهم لم ينجحوا ولن ينجحوا.
هذا ما يريده العميد طارق وقد نفذ الكثير من إرادته بجَلَد وحكمة، فماذا تريدون أنتم منه؟؟
أنتم، وهذه حقيقتكم كتنظيم عاش جل عمره في الأقبية وتحت المجارير، لا تستطيعون أن تروا النور والدولة تتحقق، لهذا تحاولون إطفاء أي شمعة قانون أو سراج دولة أو مشكاة نظام ليتاح لكم تحويل ما فوق الأرض إلى نسخة طبق أصلها من أقبيتكم الظلمة تحت الأرض، فأنتم ترون في النور فضيحة وبالنظام شركا، وبالدولة وثنا، لهذا تحاربونها وتحاربون كل من يدعو لها.
كثير من المستبصرين كانت أقلامهم ترسل الرسالة تلو الأخرى للعميد لتحذره منكم ومن خديعتكم وخيانتكم وما زالت.. إلا أن العميد كان وما زال يحاول أن يهز ضمائركم علها تعود إلى الوطن وتتذوق نور الوطنية، لكن دون جدوى.
فمن استمرأ الفساد وشرب دماء المساكين ونهب قوت الضعفاء لا يمكن أن يترك مستنقع فساده لينضم لقافلة الأنقياء ودولة النظام والقانون.