وقف الحاضرون، اليوم، في العُرس الجماعي بالمخا، بذهول عندما شاهدوا الداعم والراعي للعرس العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، يحلُ ضيفًا لمشاركة أبناء تهامة أفراحهم العامرة رغم انشغالاته ومسؤولياته المدنية والعسكرية؛ لكن المشهد الذي جسد حرص القائد على البقاء بمقربة من المجتمع ومن أبنائه في السراء والضراء، لم يكن غريبًا من قائدٍ يتحلى بإخلاص راسخ للشعب والوطن.
في وضع كهذا الذي تمر به البلاد، من المطمئن أن نشهد قادة يدافعون عن مجتمعاتهم على جبهات الوغى بإخلاص، وفي الوقت ذاته يلامسون هموم وقضايا وأفراح الناس دون تجاهل؛ وهذا ما تجلى في حضور العميد طارق صالح في حفل الزفاف الجماعي الذي نظمته خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية لـ200 عريس وعروس.
في قلب كل مجتمع تكمن روح الوحدة والفرح والمحبة، غالبًا ما يكون لهذه القيم تجسيد خاص عندما يجد المجتمع أرفع قيادات الدولة تشاركه المباهج وتعينه على المصائب وتتضامن معه في وجه النوائب؛ وقبل ذلك تتصدر الواجهة في ردع الأخطار المحدقة به. هذا ما جعل حضور العميد طارق صالح، اليوم، يمثل رمزًا قويًا للتضامن، ويعزز الرسالة التي مفادها أن القائد ينبغي أن يكون يقظًا وقريبًا من الناس.. ومن أفراده.
مع ذلك، فإن التزام العميد طارق صالح تجاه المجتمع يمتد إلى ما هو أبعد من المظاهر العامة، وهي مواقف متجذرة في جهود لا حصر لها بذلها قائد المقاومة الوطنية لتعزيز مشاريع التنمية وتقديم الدعم للمتضررين من اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية والكوارث الطبيعية على حدٍّ سواء.
في أعقاب تحرير الساحل الغربي، وما خلّفه الإرهاب الحوثي من دمار هائل في البنية التحتية، لم يمر تفاني العميد صالح الدؤوب لإعادة بناء البنية التحتية وتحفيز النمو الاقتصادي دون أن يلاحظه أحد؛ بل لعب تدخله في إنشاء مشاريع التنمية دورًا حيويًا في تمكين المجتمعات لاستعادة الاستقرار والحياة من جديد.
وجدير بالذكر، أيضًا، دعم العميد طارق صالح الدائم للمتضررين من انتهاكات مليشيا الحوثي، ففي أوقات كثيرة أثمرت جهوده في ضمان تدفق المعونات الإنسانية والمشاريع التنموية والخدمية؛ فضلًا عن مساعدة أولئك الذين عانوا من خسائر لا تُحصى.
لقد كان التزام نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي يتجاوز ندوب الصراع؛ فعندما تقع حوادث طبيعية، مثل السيول وحرائق المخيمات، تاركة المجتمعات ضعيفة ومدمرة، كان حاضرًا في طليعة جهود الإغاثة، ووجّه في أكثر من مناسبة باتخاذ إجراءات سريعة لضمان حصول المتضررين على المساعدة والمأوى والدعم اللازم لإعادة بناء حياتهم.
إن تفاني العميد طارق صالح لبلاده والناس من حوله بمثابة تذكير بأن القيادة الحقيقية تكمن في رعاية الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، وتواجده اليوم في حفل الزفاف الجماعي في المخا مجرد مثال واحد على كيفية اعتناقه بكل إخلاص لهذه القيم الأصيلة.
* نجل وزير الدفاع في حكومة الجنوب قبل الوحدة