خادم الحوثي المخلص في مواجهة فارس الصمت الصارم

الرئيسية | مقالات | 23 يوليو 2025

محمد الصباري

لا شيء يثير الدهشة حين يتحدث علي البخيتي، سوى قدرته على تحويل الكذب إلى خطاب يروجه بثقة -الحوثي المعتق- من خلف الحدود، بينما هو غارق حتى أذنيه في التناقض والافتراء.

البخيتي، الذي اعتاد التنقل بين الخنادق، لا يستقر على مبدأ، ولا يجد لنفسه مرجعًا سوى ذاته المتأرجحة، تلك التي أضناها البعد عن الله والصدق والنزاهة.

لا يكتفي بالهجوم، بل يكرر الأكاذيب، يتحدث عن وكيل جهاز الأمن القومي سابقًا، العميد عمار صالح، كما لو كان صاحب سجل في القمع، بينما الواقع أنه لا يعرف من العمل الأمني إلا ما يطالعه في روايات الآخرين، ثم يحرفها ليجعل منها مادة لمسرحه المتنقل بين منصة وأخرى، ومنشور وآخر.

وفي كل مرة يضيق فيها الخناق على ميليشيا الحوثي، يخرج علينا البخيتي بنسخة جديدة من الاتهامات المفبركة، تنفيذًا لما يُطلب منه، وباللغة التي تُكتب له.. توقيت ظهوره وحده يوضح الغاية، فبعد مصادرة شحنة الأسلحة الإيرانية الضخمة على يد قوات المقاومة الوطنية، وبتنسيق استخباراتي دقيق، لم يتبق للكهنوت الحوثي سوى البخيتي لتشتيت الانتباه.

يدرك البخيتي أن العميد عمار صالح هو رأس الحربة في المعركة الاستخباراتية بالساحل الغربي، وأنه حول الأمن هناك إلى منظومة تربك التهريب الإيراني، وتفشل الاختراقات الحوثية.. لذلك يواصل استهدافه، دون أن يدرك أن حملات التشويه لن تسترجع شحنة الـ750 طن أسلحة للحوثي ولن تنال من رجل الظل المحترف عمار صالح.

عمار صالح لا يحتاج إلى من يبرره.. تاريخه وسلوكه المهني يردان عنه. لم يعرف عنه استهداف ناشطين أو أبرياء، ولا تورط في انتهاك، رغم وجوده في قلب اختناق أمني معقد منذ 2011، كان يمكنه أن يستغله للانتقام، لكنه اختار أن يكون رجل دولة، لا طرفًا في صراع.

أما البخيتي، فهو حالة من الحقد المتراكم والعجز السياسي.. يحاول الانتقام من وطن خلع يده عنه، ومن مجتمع ضاق بتقلباته، ومن علاقات خسرها.. تحول إلى لسانٍ يردد ما يطلب منه، ويدافع عن السجناء الحوثيين باختلاق روايات تعذيب لا وجود لها إلا في مخيلته.

مشكلة البخيتي ليست مع جهاز أمني أو مسؤول بعينه، بل مع ذاته المرتبكة، وهويته المتأرجحة التي لم تصمد أمام مبدأ واحد.. تارة يجاهر بالإلحاد، وتارة يستدعي ماضيًا فقد فيه كل رصيد.

ويبقى السؤال لعلي البخيتي.. إذا كانت أجهزة الأمن، وعلى رأسها جهاز الأمن القومي، كما تصفها اليوم، فكيف لم تُمارس ضدك أبسط أشكال التعذيب التي ترويها، عندما كنت سجينًا بتهمة الانتماء إلى تنظيم متمرد مسلح خارج عن النظام والقانون؟..! كيف خرجت سالمًا تتنقل بين العواصم بحرية، بينما تدعي اليوم أنهم وحوش لا ترحم؟!

أم أن الحقيقة أنك كنت، وما زلت، مجرد أداة مأجورة، يؤخذ منك ولا يؤخذ عليك، ويُستدعى صوتك متى اقتضت الحاجة لتشويه رجال الدولة وقياداتها؟!