طارق صالح.. بين الرصاصة الأولى وراية النصر

الرئيسية | مقالات | 30 يوليو 2025

محمد الصباري

ما بين الرصاصة الأولى وراية النصر، يقف القائد طارق صالح. لا يتعثر بالخوف، ولا يساوم على الاتجاه، فقد اختار أن يكون عنوانًا للصمود.

نهجه واضح لا يتبدل: قتال الإمامة بثوبها الحوثي-الإيراني، وأدعياء الاصطفاء الإلهي الذين اختطفوا اليمن، ومزّقوا نسيجه، واستبدّوا به كأنه ميراث خاص. سيظل يقاتلهم حتى يُعاد اليمن لكل أبنائه، حرًّا، جمهوريًّا، موحّدًا.

عن طارق صالح القائد: بعد استشهاد الزعيم، وقفتَ حيث سقط الكبار، ورفضتَ الاستسلام لعبث الانتظار. كان قرارك نقطة تحوّل غيّرت وجه المعركة، حتى صار كل حر في اليمن شقيقًا لذلك السجين، وسجّانه لن ينجو من حساب الشعب.

وحين قرّرت تغيير مسار المعركة بعد سقوط صنعاء، لم يكن ذلك من أجل أخٍ خلف القضبان فحسب، بل من أجل وطنٍ مختطف، وعاصمة اجتاحها الخراب، وجمهورية يراد محوها من الذاكرة.

ومن تلك اللحظة، وُلدت قوات المقاومة الوطنية، ممثّلة بألوية حُرّاس الجمهورية، لتكون القوة الضاربة في معركة الوجود والمصير؛ معركة لا تقبل الحياد، فاصلتها قادمة ودامية، إلى حدّ الانفجار الشعبي الذي لا يُبقي للسلالة جدارًا واحدًا يستر كهنوتها، وإلى حدّ لا ينفع فيه ندم، ولا ينجو فيه من ارتضى العبودية، حدّ اقتلاع جذور الكهنوت من عمق الأرض اليمنية، مهما تأجّلت أو ترحّلت، فهي حتميّة وقدرٌ منتظر.

طارق صالح، تاريخه ليس مذكرات منفى، بل وثيقة نار وتنمية وإنسانية تتجدّد كل يوم. سلك الطريق الأصعب، لأنه طريق الرجال، لا الدروب الممهدة للمترددين.

ليس أسير تسوية، ولا ورقة بيد أحد، بل قرار يمشي على قدميه. وما بين شرف السلاح وشهادة الموقف، يقف شامخًا… لا يساوم، ولا ينكسر.

 

* من صفحة الكاتب على فيسبوك