خطاب نائبي رئيس الجمهورية… رسمٌ لملامح مرحلة جديدة وتأكيد على أولوية استعادة صنعاء

الرئيسية | مقالات | 06 ديسمبر 2025

حسين السكاب

شهدت الساحة السياسية اليمنية خلال الساعات الماضية محطة لافتة تمثّلت في الخطابين اللذين ألقاهما نائبا رئيس الجمهورية، الفريق أول طارق صالح واللواء الشيخ سلطان العرادة، حيث حمل حديثهما رسائل واضحة أعادت ترتيب الأولويات الوطنية في هذه المرحلة الحسّاسة. فقد حرصا على تأكيد أن استعادة صنعاء تمثل الهدف المركزي للعمل الوطني، وأن توحيد القوى المناهضة للانقلاب يشكّل الأساس الذي لا يمكن تجاوزه لتحقيق هذا الهدف.

رؤية موحدة ووضوح في التوجهات

جاءت كلمات النائبين لتعكس شعورًا متناميًا بضرورة إعادة ضبط البوصلة السياسية والعسكرية نحو العاصمة، باعتبارها رمز الدولة وعنوان السيادة. وقد أظهرت كلمتاهما توافقًا لافتًا في فهم طبيعة التحديات، وأهمية تحصين الصف الوطني من الخلافات التي عطلت كثيرًا من الجهود خلال السنوات الماضية.

دعوة إلى توحيد الجبهات وتجاوز إرث الانقسام

ركز الخطابان على أهمية توحيد الجبهات وجمع الطاقات الوطنية تحت هدف واحد، بما يشكّل خطوة ضرورية لاستعادة مؤسسات الدولة وبناء مستقبل أكثر استقرارًا. وقد جاء التأكيد على نسيان الماضي كدعوة صريحة لفتح صفحة جديدة تتقدّم فيها المصلحة الوطنية على أي حسابات أخرى.

مرحلة جديدة في الوعي السياسي

إن ما يمكن ملاحظته في الرسائل التي حملها الخطابان هو سعي واضح لإعادة صياغة الخطاب الوطني بصورة أكثر تماسكًا، تقوم على الإيمان بأن المرحلة لا تحتمل التشتت، وأن طبيعة التحديات تفرض على الجميع الارتقاء فوق الخلافات والسعي نحو بناء شراكة وطنية واسعة.

بهذا المعنى، تمثل كلمات نائبي رئيس الجمهورية منعطفًا مهمًا يعيد التأكيد على جوهر المعركة السياسية في اليمن، ويضع أسسًا صلبة لرؤية وطنية جامعة. إنها دعوة لتجديد الالتزام بالمبادئ المشتركة، وتوحيد الجهود من أجل مستقبل يتجاوز الأزمات ويعيد للدولة حضورها وهيبتها.