هذا الاتفاق اشترط صرف تلك المليارات على الأدوية والسلع الغذائية.
ثانيا: لن يحدث أي تخفيف للعقوبات المفروضة على إيران مع الاعتراف أنها قد حققت نجاحا وانتصارا عبر حصولها على هذه المليارات وبالتالي فهي قد تستفيد لحظيا من تلك الأموال في حل مشاكل غذائية وصحية يعاني منها شعبها ليس أكثر.
ثالثا: تبدو الولايات المتحدة في كل الأحوال على حذر (مستقبلي) من احتمالية قيام إيران ببعض النشاطات العسكرية في المنطقة لذلك استبقت الإعلان عن هذا الاتفاق بإرسال 3 آلاف جندي وقطع بحرية للخليج.
وهنا لابد من الإشارة إلى أنه في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج يكثر الاستغراب من المواقف الأميركية المحتملة لكثير من الاحتمالات تجاه إيران ويبقى هذا الاستغراب مطروحا ومشروعا.. فمن طرح الحل السلمي تجاه إيران وتهديد برنامجها النووي ومن صرف الأموال المجمدة لها وتكرار تهديدها لدول الخليج تجد دول الشرق الأوسط نفسها في استغراب من المواقف الأميركية تجاه إيران لكن الولايات المتحدة ترد بأن الموقف الخليجي من المصالحة والانفتاح على إيران يسير في نفس هذا النهج الأميركي.
في تقديري الشخصي فإن الولايات المتحدة ترى أن اية اضطرابات في الخليج ستشغلها عن الحرب الروسية الأوكرانية فهي تدعم أوكرانيا التي هي اليوم قد باتت في مواجهة شبه متكافئة مع روسيا.
قد يمكن القول إن ما تريده حكومة بايدن تجاه إيران انتقده كثير من الجمهوريين خشية أن تدفع تلك المليارات إلى فصائل مسلحة في العراق واليمن لكن بالمقابل وفي خلاصة سمعتها هنا بالقرب من الكابيتول في واشنطن يمكن القول أيضا إن الولايات المتحدة لا تعتبر ما حصل اتفاقا بل هو تفاهم ضمن مجموعة من تفاهمات مستقبلية مع النظام الإيراني عبر استراتيجية تخص الديمقراطيين دون غيرهم..
ومهما طال زمن تلك التفاهمات الأميركية الإيرانية فإن عامل (فقدان الثقة) سيبقى مسيطرا على كثير من التعاملات بين البلدين وستبقى هذه الاتفاقيات بمثابة من (التهدئة) في انتظار انتخابات أميركية مقبلة لاشك أن مواجهة (النشاطات الإيرانية وخصوصا النووية منها) ستكون في سلم أولويات كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.