لكل مؤمن موحد، نورد له النصوص القرآنية التي تحذر من مسايرة أهل الضلال من الملاحدة والزنادقة والفاجرين والمطستهزئين بآيات الله، قد يكون الإنسان في غفلة أو لا يشعر بأن ما يقوم به يخالف الشرع ولا يرضاه الرب!
فعندما ينشر الملحدين - كما يحبون تسمية أنفسهم - ويدخل الكثير لسب الناشر وشتمه ظانا أنه يقوم بواجب الدفاع عن دينه فما هكذا يكون الدفاع، أولئك الذين ينشرون يريدون هذا الكم من التعليقات والردود ومشاركة المنشور وزيادة المتابعين؛ لأنهم مدعومون من جهات خفية وما ينشرونه هو محاولة لإرضاء ممولهم وكسب زيادة من الشهرة ولو على حساب الدين ، وتلك كارثة!
فلا تساعدونهم في الوصول إلى مبتغاهم بمتابعتكم لهم لمعرفة ما ينشرونه بل يجب على كل مسلم أن لا يتابع تفاهاتهم، ولا ينجر بعد السذج ممن يعلقون ويشاركون منشوراتهم ولو كانت تعبيرا عن السخط وعدم الرضا؛ لأن هذا يجعل تفاهاتهم متصدرة على قائمة منصات التواصل، وهذا يجلب الكثير من الهباريش ممن لا وعي ولا دين ولا ثقافة ، فيرددون ما يسمعون دون أن يعمل الفكر وميزان العقل فيما يسمع ويقال، إذ أن إعمال الفكر يحتاج إلى كثير قراءة ومعرفة الشبه التي يرددوها ومعرفة كيف يتم الرد.. لذا وجب إلغاء متابعتهم وعدم التعليق عليهم أو الإعجاب بما يقولوه، فتلك وسائل وأد الفتنة ودفنها ، وهذا ما يريده منا ربنا عملا بنصوص القرآن الكريم حيث يقول سبحانه: {وَقَدْ نزلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) }
نهى الله فقال لا تقعدوا معهم وهو مجرد قعود لساعات أو لدقائق أو لثوان عملا بمطلق النص القرآني (فلا تقعدوا معهم).. والنشر والمشاركة عمل أكبر من القعود حيث القعود أن تسمع أنت أما المشاركة والمتابعة فمعناه أسمعت غيرك بما نهاك الله عن سماعه وتلك مخالفة أشد لكلام الله!
وقال تعالى - أيضا - في نص آخر (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (68)سورة الأنعام
يكرر التوجيه بعدم القعود ويأمر بالإعراض عن هؤلاء وعدم التماشي معهم ، أو المداهنة لهم ، وإذا غفل الإنسان عن توجيهات ربه وتم تذكيره بها فليتخذ موقفا صارما تجاه أهل البدع والشبه والأهواء من الزنادقة أمثال البخيتي وغيرهم ممن لا دين لهم لانخلاعهم عن الحياء وتجردهم من الدين صراحة!
العجيب أن البعض يدعوا لعدم المقاطعة وهذا مخالف لصريح الشرع ، وربما البعض يقول رد عليهم ، فكيف يتم الرد من شخص لا يقرأ ولا يعرف مدى خطورة الموضوع المراد إيصاله من هؤلاء التافهين!
وربما الكثير عندهم عدم مبالاة أو يريد أن يلهو ويلعب وأمثال هؤلاء تولى الله الرد عليهم حيث قال في محكم كتابه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) }
ختاما: إن الدين بحاجة إلى اتباع لا ابتداع ، بحاجة إلى رجال لا أصنام ، بحاجة إلى معرفة محتواه لا إلى تبعية عمياء وجهل مبين!
فأقل ما تعمله تجاه هؤلاء هو التمسك بصحيح الشرع ، وعدم الإنجرار وراء السخافات والترويج لها ، ومتابعة أهل الضلال والملحدين ممن هم أضل من البغال ، ففي حين أنهم يرون أنفسهم طبقة مثقفة وأذكياء يجدون في قرارة أنفسهم أنهم أغبياء سقطوا في فخ الشهرة تارة ، وفخ مصالحهم الشخصية الضيقة تارة أخرى ، فحققوا مكاسب مادية زائلة وتناسوا أنهم موقوفون أمام الله!