- عشنا جميعا في عهده تحت سقف واحد تغمرنا مشاعر المحبة والاخوة وروح التعاون والتكافل والايثار ،فنفضنا غبار القرون، ونهضنا على جروحنا، وكبرت احلامنا وتحول هذا البيت في بضع سنين الى روضة نفاخر به امام العالم.. كان للبيت كبيرا وحكيما وقائدا شجاعا وسياسا محنكا لملم جروح الاسرة اليمنية ،فنهضة اليمن وظهرت بهيبة اقيالها الذين انطلقوا في لحظة تاريخية وقهروا المستحيلات.
- نعم انه المؤتمر الشعبي العام.. التنظيم الوطني الرائد الذي يحمل اليوم في قسمات وجهه كل تفاصيل اليمن، اوجاعها.. تأوهاتها ونزيفها الدامي.. والبحث في الشتات عن حلم الوطن المفقود ..تنظيم ولد من نقاء هذه الارض قبل واحد واربعين عاما.. لكنه عاش صنع تاريخا مشرقا وابهر الداخل والخارج ، واليوم يعيش اوجاع اليمن ويكابد فصول هذه الدراما المأساوية منذ ان اجتاحت مليشيات الحوثي العاصمة صنعاء. - قبل واحد واربعون عاما ولد المؤتمر الشعبي العام وكان الفارس الحميري الزعيم علي عبدالله صالح هو القائد المؤسس لهذا التنظيم الوطني الذي حمل هموم الامة بمسؤولية في اصعب مرحلة في تاريخنا.. كانت اليمن تعيش اوضاعا أسوأ الف مرة مما تعيشه اليوم ، لكن تهاوت كل تلك الصعاب والتحديات امام همم الكبار..
- منذ التأسيس والمؤتمر يحمل هما وطنيا، في بلاد انهكتها صراع الاجندات، وتعبث بها تامرات المتآمرين.. فنهض فتحمل المسؤولية والدماء تنزف في الشمال وفي الجنوب ، والصراعات الحزبية حامية الوطيس في صنعاء وعدن وفي كل منطقة ، والتصفيات والاختطافات والاغتيالات اشبه بمهام يوميه، وما تبقى تاكلهم نار الانقلابات، ففر اليمنيون من ارضهم كما يفرون اليوم هربا من ارهاب مليشيات الحوثي.. كان المنظرون المتعصبون يفخخون العقول على امتداد ساحة الوطن وكان الانتهازيون والوصوليون وتجار الثورات والعملاء يصولون ويجولون، فجاء المؤتمر بقيادة الزعيم صالح ومعه كوكبة من رجال اليمن الاحرار والمخلصين فانهوا تلك الفوضى قادوا سفينة الوطن الى بر الامان بالحوار وبتبني مشروع وطني جامع.
- قولوا ما شئتم عن المؤتمر.. تنظيم فاسد.. نهب ثروات البلاد، يقف وراء ماسي شعبنا.. ادخل الحوثي صنعاء..الخ ، فهاهي الحقائق تظهر اليوم واضحة وجلية امام الجميع بانه كان تنظيما تحمل المسؤولية بامانة، فمنذ ان سلم السلطة حقنا للدماء حلت الكوارث بالبلاد ووصلت اوضاع الناس الى هذا الحال المؤلم وطال الخرب والدمار كل شيئ ،وتوقفت التنمية في عموم مناطق اليمن ولم تعد تزدهر فيها اليوم الا مشاريع اسوار المقابر والمشاريع الصغيرة.
- قدم المؤتمر الشعبي العام تجربة يمكن الاستفادة منها اليوم بعد ان وصل الجميع الى هذا المازق الخطير ،فقد حمل على عاتقة مسؤولية وطنية، والاوضاع الداخلية والتبعية للخارج اسواء من اليوم والحرب الباردة في اوج توحشها بين القطبين، وبرغم ذلك استطاع ان يقود عملية تغيير كبيرة في البلاد بعد ان نجح في جمع نخب المجتمع واحزابه المتصارعة للحوار تحت سقف واحد وتمكن من ايقاف نزيف الدم اليمني الطاهر وارهاب والتكفير والتخوين.. ولم تمض بضع سنوات على التأسيس حتى بدأت ثمرات هذه التحولات تتجلى بحوار بين الشطرين.. وحوار مع الخارج ، وبرز للساحة العربية قائد سياسي محنك قاد انتصارات تنموية وديمقراطية غير مسبوقة في تاريخنا واعاد للشعب اليمني الاعتبار لدى شعوب العالم.
- لا يمكن الانتصار للثورة والجمهورية والديمقراطية بدون حوار بين قوى الصف الجمهوري لديمومة المشروع الوطني.. ولن يتوحد الصف الوطني الا بتعزيز الولاء والوطني والايمان بالشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية وتجسيد نهج الوسطية والاعتدال، ونبذ العنف والتطرف، ومحاربة التعصب الحزبي والمناطقي والمذهبي، فهذه العصبيات المقيته هي السبب الرئيس وراء تغول الانقلاب السلالي العنصري في البلاد.