ما الذي يجعل الأمم المتحدة تجمع قادة مجتمع مدني وممثلين عن أكثر من خمسين منظمة دولية ومحلية في مدينة واقعة في أقصى الجنوب الغربي لليمن تلتهب فيها حرارة الشمس هذه الأيام ولا تفارقها الرطوبة طوال السنة؟!!
يراودني هذا السؤال ونحن نحتفي في مدينة المخا مع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، فيما يبرز الجواب واضحا كضحى يوم الفعالية المشمس، إنه بكل تأكيد الأمن والأمان الذي تنعم به المدينة، إنه الاستقرار الذي يعيشه أبناؤها.
وهنا أستذكر بمزيد من السخرية جهود سنوات بذلتها مليشيات الشر الحوثية عبر عشرات المواقع الإخبارية وأضعافها من الناشطين على منصات التواصل لترويج أكاذيب عن وقوع تفجيرات واعتداءات وعصابات نهب وتقطع وووو الخ في المدينة بمسعى العاجز عن زعزعة الأمن والاستقرار المترسخين فيها بفضل الجهود المقدرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية في الساحل الغربي.
لقد نسفت الأمم المتحدة بفعالية واحدة تقيمها على مدينة السلام تلك الشائعات المغرضة وتبخرت معها أكاذيب أخرى عن سجون غير القانونية ومعتقلين أبرياء، فمن غير المعقول أن تغامر الأمم المتحدة بالاحتفاء بالعمل الإنساني في مدينة ترتكب سلطاتها انتهاكات لحقوق الإنسان.
وباعتقادي أن الأهم في هذه الفعالية المهمة التي تشرفت مدينة المخا باستضافتها أنها اعتراف وامتنان أممي بالدور الإنساني الذي تقوم به المنظمات في المخا والساحل الغربي بشكل عام وفي طليعتها خلية الأعمال الإنسانية بالمقاومة الوطنية.