حشد نت- تقرير:
أثارت المشادة الكلامية غير المسبوقة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال لقائهما في المكتب البيضاوي يوم الجمعة، أصداء واسعة على الساحة الدولية، حيث تباينت ردود الفعل بين التأييد والدعم لكييف، والترحيب الروسي بالموقف الأمريكي الحاد تجاه زيلينسكي.
وتعهدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالوقوف إلى جانب أوكرانيا، مشككة في دور الولايات المتحدة كقائدة للعالم الغربي بعد المواجهة الساخنة.
وكتبت عبر منصات التواصل الاجتماعي: "اليوم، أصبح واضحًا أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد. الأمر يعود لنا نحن الأوروبيين لقبول هذا التحدي".
في السياق نفسه، وجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا رسالة دعم إلى زيلينسكي، جاء فيها: "كن قويًا، كن شجاعًا، لا تخف. سنواصل العمل معك من أجل سلام عادل ودائم".
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد أكد خلال زيارة إلى البرتغال أن "هناك معتديًا هو روسيا، وهناك شعب معتدى عليه هو أوكرانيا"، مشددًا على ضرورة احترام من يقاتلون منذ البداية. وأضاف: "يجب ألا ننسى من يهدد العالم بالأسلحة النووية، والوجهة ليست كييف، بل موسكو".
موقف بريطاني حازم
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن "دعمه الثابت لأوكرانيا"، مؤكدًا أنه "سيواصل بذل كل ما في وسعه لإيجاد مسار يقود إلى سلام دائم".
وأكدت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية أن لندن ستستضيف الرئيس زيلينسكي في اجتماع دولي مهم الأحد المقبل.
وفي ألمانيا، طالبت السياسية البارزة في الحزب الديمقراطي الحر، ماري-أجنيس شتراك-تسيمرمان، بتعزيز استقلال أوروبا عن الولايات المتحدة، ووصفت ما حدث في البيت الأبيض بأنه "انقلاب في الأدوار بين الجاني والضحية"، مؤكدة أن الوقت قد حان لتعزيز موقف أوروبا المستقل في دعم أوكرانيا.
بدوره، شدد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على ضرورة استمرار دعم أوكرانيا، مشيرًا إلى أن معركتها "من أجل الديمقراطية والسيادة" هي معركة تعني الجميع.
أما في أستراليا، فقد أكد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا، معتبرًا أن المواجهة مع روسيا تتجاوز حدود كييف وتمثل "صراعًا بين الديمقراطية والاستبداد".
انقسام أمريكي واحتفاء روسي
لم يقتصر الجدل على الساحة الدولية، بل امتد إلى الداخل الأمريكي، حيث أصدر 14 حاكمًا ديمقراطيًا بيانًا نددوا فيه بموقف ترامب ونائبه جيه دي فانس، واتهماهما بـ"توبيخ" زيلينسكي بسبب عدم ثقته في وعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجاء في البيان: "يجب أن نحمي قيمنا الديمقراطية القوية بدلًا من تقويض جهود زيلينسكي للدفاع عن وطنه".
في المقابل، رحب المسؤولون الروس بالموقف الأمريكي المتشدد ضد الرئيس الأوكراني.
ووصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، ما حدث في المكتب البيضاوي بأنه "توبيخ قاسٍ"، معتبرًا أن زيلينسكي تلقى "صفعة قوية يستحقها".
أما المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، فقد سخرت من تصريحات زيلينسكي، ووصفت امتناع ترامب عن "ضربه لفظيًا" بأنه "معجزة في ضبط النفس".