الآثار اليمنية في خطر.. تصاعد عمليات النهب والتهريب وسط غياب الحماية

شهدت المتاحف والمواقع الأثرية عمليات سرقة متكررة، وسط غياب الحماية اللازمة وضعف مؤسسات الدولة المعنية بالحفاظ على التراث.

حشد نت- عدن:

تواجه الآثار اليمنية خطرًا متزايدًا بسبب تصاعد عمليات النهب والتهريب، في ظل الصراع المستمر الذي يعصف بالبلاد، ما يهدد إرثًا حضاريًا يعود لآلاف السنين. 

وشهدت المتاحف والمواقع الأثرية عمليات سرقة متكررة، وسط غياب الحماية اللازمة وضعف مؤسسات الدولة المعنية بالحفاظ على التراث.

وكشف الباحث اليمني المتخصص في علم الآثار عبدالله محسن عن تعرض مخزن متحف سيئون بمحافظة حضرموت للسرقة في 29 ديسمبر 2023، حيث تم نهب قطع أثرية نادرة، أبرزها عقد ذهبي أثري يعود لمملكة حضرموت، يتألف من 20 قطعة أسطوانية مزخرفة.

وأوضح محسن أن إدارة المتحف أبلغت الجهات الرسمية فورًا بالحادثة، وأحالت القضية إلى النيابة التي لا تزال تحقق في الواقعة.

وأشار إلى أن إدارة المتحف تبذل جهودًا كبيرة لحماية مقتنياتها رغم شح الموارد وغياب الدعم الحكومي أو المؤسسي.

ولم تكن حادثة متحف سيئون الأولى، فقد سبقها تعرض متحف ظفار يريم في محافظة إب لسرقة قطعتين أثريتين في 2 فبراير 2021، ما يعكس حجم التهديد الذي تواجهه المتاحف اليمنية والمواقع الأثرية في ظل الفوضى الأمنية.

وتُعد هذه السرقات جزءًا من ظاهرة أوسع لنهب الآثار وتهريبها إلى الخارج، حيث يتم بيع العديد من القطع الأثرية في الأسواق السوداء الدولية، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة اليمنية والحوثيين حول المسؤولية عن التهريب.

وتشير تقارير دولية وحقوقية إلى أن عمليات تهريب الآثار اليمنية تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، حيث تم تهريب مئات القطع الأثرية النادرة إلى دول الإقليم وأوروبا والولايات المتحدة، ووصل بعضها إلى دور المزادات العالمية.

ويعزو خبراء الآثار هذه الظاهرة إلى ضعف سيطرة السلطات الرسمية على المواقع الأثرية والمتاحف، واستغلال تجار الآثار حالة الفوضى الأمنية والسياسية، بالإضافة إلى تدمير ونهب العديد من المواقع الأثرية خلال النزاع المسلح.

ودعا الباحثون والمهتمون بالتراث الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لحماية الآثار، من خلال توفير الدعم اللازم للمتاحف، وتعزيز الرقابة الأمنية على المنافذ الحدودية، ومنع تهريب القطع الأثرية إلى الخارج.

كما ناشدوا المجتمع الدولي المساهمة في استعادة القطع المهربة، وإدراج اليمن ضمن البرامج العالمية لحماية التراث المهدد بالخطر.

وتُعد الآثار اليمنية جزءًا لا يتجزأ من هوية البلاد وتاريخها العريق، غير أن استمرار عمليات النهب والتهريب يهدد بضياع كنوز أثرية لا تُقدر بثمن، ما يستدعي تحركًا جادًا لإنقاذ هذا الإرث قبل فوات الأوان.