بين التوتر والردع النووي.. الهند وباكستان تحافظان على هدوء غير متوقع رغم النزاعات العميقة

الرئيسية | أخبار العالم | 09 مايو 2025 05:59 م

تصاعدت الأوضاع مؤخرًا بعد هجوم مسلح استهدف سياحًا، حيث ألقت الهند باللوم على جماعات مدعومة من باكستان، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة. 

حشد نت- عدن:

رغم التوترات المستمرة بين الهند وباكستان، لا يزال البلدان يتجنبان نشوب حروب تقليدية شاملة، على الرغم من خلفية تاريخية تشمل ثلاث حروب منذ استقلالهما عن الاستعمار البريطاني في عام 1947، فضلاً عن العديد من المناوشات والنزاعات الحدودية. تظل منطقة كشمير، التي تُعد أعلى وأبرد ساحة معركة في العالم، نقطة الصراع الرئيسية بين الجانبين.

وقد تصاعدت الأوضاع مؤخرًا بعد هجوم مسلح استهدف سياحًا، حيث ألقت الهند باللوم على جماعات مدعومة من باكستان، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة. 

ومع ذلك، ورغم التوتر، فإن احتمالية الانزلاق إلى حرب شاملة تبقى ضعيفة، ويرجع ذلك إلى الترسانة النووية الضخمة التي يمتلكها كلا البلدين، والتي تساهم في ردع التصعيد الكامل، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة "أسيوشيتد برس".

ردع نووي

يمتلك كل من الهند وباكستان ما بين 170 إلى 180 رأسًا نوويًا، موزعة على أنظمة إطلاق قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى. 

هذه الترسانات تهدف بشكل أساسي إلى الردع، حيث يشير المحلل الأمني سيد محمد علي من إسلام آباد إلى أن "الأسلحة النووية لدى الطرفين تخلق حالة من التدمير المتبادل المؤكد"، مما يجعل من الصعب على أي منهما التفكير في خوض حرب شاملة.

وعلى الرغم من عدم إعلان أي من البلدين عن قدراتهما النووية بشكل رسمي، إلا أن غياب قدرة "الضربة الثانية" المؤكدة، وهي القدرة على الرد النووي بعد تلقي هجوم، يزيد من غموض الموقف وحساسيته.

جوهر النزاع

منذ عام 1947، ظلت كشمير نقطة الصراع الرئيسية حيث يتنازع الطرفان على السيادة عليها. تسيطر الهند وباكستان على أجزاء من الإقليم، ولكن النزاعات القومية والدينية والتمردات المسلحة تجعل المنطقة ساحة اشتعال دائم. 

وقد خاض الطرفان حربين من أصل ثلاث بسبب كشمير، ولا تزال المنطقة تشهد هجمات واشتباكات حدودية متكررة.

ورغم أن باكستان تمتلك قوة عسكرية فعالة، إلا أن ميزانية الدفاع الهندية الضخمة، التي بلغت 74.4 مليار دولار في عام 2025، تمنحها تفوقًا واضحًا مقارنة بـ10 مليارات دولار خصصتها باكستان للجيش في نفس العام.

وتمتلك الهند ضعف عدد الجنود النظاميين مقارنة بجارتها، مما يخلق فجوة عسكرية يصعب على إسلام آباد تجاوزها.

تكتيكات حذرة

تتسم تحركات الهند وباكستان العسكرية بالسرية، وغالبًا ما تبقى المواجهات محدودة النطاق. 

ويتم تنفيذ الضربات في أوقات غير متوقعة، وغالبًا ما تستهدف مناطق نائية على طول "خط السيطرة" الذي يفصل كشمير، مما يحد من الخسائر البشرية ويوفر مجالًا للتهدئة.

وتُستخدم هذه العمليات لأغراض سياسية، مثل تهدئة الرأي العام أو الضغط على الخصم، ولكنها تتم دون نية للغزو أو السيطرة على أراض جديدة.

على عكس النزاعات الدولية الأخرى، لا تسعى الهند ولا باكستان للسيطرة على موارد الطرف الآخر أو فرض نفوذ إقليمي.

وتركز معظم العمليات العسكرية على توجيه رسائل محددة، حيث يتجنب الطرفان استهداف المدن أو المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. باستثناء قضية كشمير، لا تُظهر الدولتان أي رغبة في التوسع أو فرض الهيمنة، بل تتركز استراتيجياتهما على الردع وتحقيق الاستقرار النسبي.