خبراء يحذرون: أي هجوم على مفاعل بوشهر الإيراني قد يشعل كارثة نووية في الخليج

الرئيسية | أخبار العالم | 20 يونيو 2025 04:30 م
أرشيفية

أرشيفية

قال بينيت: "إذا قصفت إسرائيل مفاعل بوشهر فقد تخترق قلب المفاعل، وهو ما سيطلق مواد مشعة إلى الغلاف الجوي.. سيكون ذلك تصرفًا متهورًا".

حشد نت- تقرير:

رغم أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية لم تسفر حتى الآن عن تسرب إشعاعي، إلا أن خبراء في الطاقة النووية حذروا من أن أي استهداف لمفاعل "بوشهر" قد يؤدي إلى كارثة بيئية ونووية غير مسبوقة في المنطقة.

وذكرت وكالة "رويترز" في تقرير حديث أن حملة القصف الإسرائيلية، التي استهدفت مواقع نووية عدة داخل إيران، تثير مخاوف متزايدة من وقوع حادث نووي خطير، خصوصًا مع ورود تقارير متضاربة حول استهداف مفاعل بوشهر.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الخميس عن قصف موقع بوشهر الذي يضم المفاعل النووي الوحيد لتوليد الطاقة في إيران، قبل أن يتراجع ويصف الإعلان بأنه "خطأ".

مراكز تخصيب اليورانيوم

وفي المقابل، أكدت إسرائيل شن ضربات على مواقع نووية في نطنز وأصفهان وآراك وطهران، ضمن ما تقول إنها جهود لمنع طهران من امتلاك قدرات نووية عسكرية. وتنفي إيران ذلك، مؤكدة أن برنامجها سلمي.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لحقت أضرار بعدة منشآت، من بينها مراكز تخصيب اليورانيوم في نطنز وأصفهان، ومواقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي في طهران وكرج، إضافة إلى مفاعل خُنداب (آراك) الذي كان لا يزال قيد الإنشاء ولم يكن نشطًا عند استهدافه.

وأكدت الوكالة أن منشأة خُنداب تعرضت لقصف مباشر أضرّ ببعض مبانيها، لكنها لم تسجل مؤشرات على تسرّب إشعاعي حتى الآن.

ورأى بيتر براينت، أستاذ علوم الحماية من الإشعاع في جامعة ليفربول، أن الخطر الإشعاعي لا يزال "ضئيلاً"، مشيرًا إلى أن معظم المنشآت المستهدفة كانت إما تحت الأرض أو غير مشغلة. وقال: "المواد النووية في حالتها الأولية ليست خطرة ما لم تُستنشق أو تدخل الجسم".

أما داريا دولزيكوفا، الباحثة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، فأوضحت أن الأخطار الرئيسية تتعلق بالمواد الكيميائية الناتجة عن التفاعل بين غاز سادس فلوريد اليورانيوم وبخار الماء، محذرة من أن انتشارها يعتمد على عوامل جوية، مثل الرياح.

وأضافت: "في الطقس الساكن، تبقى المواد الضارة قرب الموقع، أما مع الرياح القوية، فيمكن أن تنتشر لمسافات أبعد مما يعقّد عمليات الاحتواء".

الخطر في مفاعل بوشهر

من جانبه، أكد سايمون بينيت، مدير وحدة السلامة المدنية في جامعة ليستر، أن القصف الإسرائيلي لمنشآت نووية تحت الأرض "قد لا يشكل تهديدًا بيئيًا كبيرًا، نظراً لدفن المواد النووية تحت أطنان من الخرسانة والتربة".

لكن القلق الأكبر يتركّز على مفاعل بوشهر، حيث حذر ريتشارد ويكفورد، أستاذ علم الأوبئة في جامعة مانشستر، من أن استهداف مفاعلات طاقة نشطة، مثل بوشهر، يحمل مخاطر كارثية، لأن "العناصر المشعة يمكن أن تُقذف في الهواء أو تتسرب إلى البحر".

وأكد جيمس أكتون، مدير برنامج السياسات النووية في مؤسسة كارنيغي، أن المساس ببوشهر "قد يسبب كارثة إشعاعية كاملة"، رغم أن الهجمات على منشآت التخصيب لم تسفر حتى الآن عن أي تداعيات إشعاعية خطيرة.

وقال أكتون إن المواد المستخدمة في التخصيب "غير مشعة تقريباً" في مراحلها الأولى، مضيفًا: "رغم أن سادس فلوريد اليورانيوم سام، فإنه لا يسافر لمسافات طويلة".

وفي تحذير لافت، ختم بينيت بالقول: "إذا قصفت إسرائيل مفاعل بوشهر فقد تخترق قلب المفاعل، وهو ما سيطلق مواد مشعة إلى الغلاف الجوي.. سيكون ذلك تصرفًا متهورًا".