حشد نت - وكالات
قال الرئيس السوري أحمد الشرع، إن الكيان الإسرائيلي حاول إفشال جهود الدولة في فرض الأمن بمحافظة السويداء، لولا التدخل الفاعل من وساطات أمريكية وعربية وتركية حالت دون انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، مؤكدًا أن القيادة السورية اختارت تغليب مصلحة الشعب على الفوضى رغم عدم خشيتها من خوض أي حرب.
جاء ذلك في خطاب متلفز للشرع فجر الخميس، عقب إعلان وقف إطلاق النار في السويداء، التي شهدت تدخل الجيش والأمن السوريين لإعادة الاستقرار إثر مواجهات دامية بين مجموعات مسلحة من أبناء المحافظة.
وأشار الرئيس السوري إلى أن الشعب يخوض معركة وطنية هدفها حماية وحدة البلاد والتصدي لمحاولات الكيان الإسرائيلي إثارة الفوضى وزرع الفتن داخل المجتمع السوري، مؤكداً أن ما جرى في السويداء كان حلقة جديدة ضمن محاولات متكررة لتحويل سوريا إلى ساحة صراع مفتوحة.
وقال إن العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي شمل قصف 160 هدفًا في دمشق وريفها، ومحافظات السويداء ودرعا، كان استهدافًا مباشرًا لجهود فرض الاستقرار، موضحًا أن القصف طال مبنى هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين في دمشق.
وأكد الشرع أن الكيان الإسرائيلي يسعى باستمرار لتقويض وحدة سوريا، مشيرًا إلى أن امتلاك القوة العسكرية لا يعني القدرة على حسم المعارك، فالحروب تبدأ بسهولة لكن التحكم بنتائجها ليس بيد من يشعلها، معتبراً أن أبناء سوريا أكثر دراية بما يحاك ضدهم، وقادرون على تجاوز مخططات التقسيم وزرع الفتن.
وخاطب الشرع أبناء الطائفة الدرزية قائلاً: إنهم مكون أصيل من الشعب السوري، وأي مساعٍ لاستغلالهم أو استهدافهم بالفتنة مرفوضة تمامًا، مؤكداً أن الدولة ستحمي حقوقهم وحرياتهم، ولن تسمح لأي جهة باستغلال الأوضاع الداخلية للنيل من وحدة البلاد.
وأوضح أن مؤسسات الدولة تحركت بحزم لإيقاف الاقتتال الداخلي في السويداء، وفرضت الأمن عبر قوات الجيش والأمن، مؤكدًا أن المجموعات الخارجة عن القانون، التي استغلت الأوضاع لإثارة الفوضى ورفضت الحوار، تم التعامل معها ضمن إطار القانون، رغم التعقيدات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الوساطة الدولية أنقذت المنطقة من تصعيد واسع النطاق، ووفرت فرصة أمام مشايخ ووجهاء السويداء للعودة إلى الصف الوطني واحتواء الأزمة.
وأكد الشرع أن القيادة السورية ليست ممن يخشون الحروب، لكنها اختارت، في هذه المرحلة، إعلاء مصلحة الشعب فوق أي حسابات عسكرية، مشددًا على أن الفصائل المحلية ومشايخ العقل سيتولون مهمة حفظ الأمن في السويداء، ضمن خطة تهدف إلى تفادي الانزلاق إلى حرب جديدة، والتركيز على استكمال مسار التعافي وإعادة الإعمار.
وختم الرئيس السوري كلمته بالتأكيد على أن جميع السوريين في حماية الدولة، وأن القانون هو الضامن لحقوق الجميع، مشددًا على أن الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أبنائها، هو الخيار الاستراتيجي للدولة في مواجهة الفوضى وأي تدخلات خارجية.