الحرب تدفع نساء حجة إلى التسول وجمع النفايات لتأمين لقمة العيش

الرئيسية | أخبار وتقارير | 09 أغسطس 2025 08:40 م

الحرب تدفع نساء حجة إلى التسول وجمع النفايات لتأمين لقمة العيش

حشد نت - قسم الأخبار

كشفت شهادات نساء يمنيات من محافظة حجة شمال غرب اليمن عن معاناة إنسانية قاسية تسبب بها الصراع الذي أشعلته مليشيا الحوثي. إذ دفع الجوع والفقر العديد منهن إلى تبني "استراتيجيات تأقلم سلبية" للبقاء على قيد الحياة، من بينها التسول في الشوارع وجمع النفايات، حسب تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان.

في مقابلة مع برنامج "يوميات الشرق الأوسط" على قناة "بي بي سي"، تحدثت إحدى النساء عن خروجها اليومي للتسول من أجل تأمين وجبتي الغداء والعشاء لأطفالها، قائلة: "أحتاج إلى المال لشراء الطعام ومصاريف أولادي، وحتى مع التسول أحيانًا لا نجد ما نأكله أو نشربه".

وفي مخيمات النزوح بمحافظة حجة، تتكرر المآسي؛ إذ أفادت نازحة بأن المساعدات الغذائية تصل كل خمسة أشهر فقط، وهي لا تكفي للاحتياجات، في حين تفتقر الأسر للماء والفراش، وتضطر خمس أسر للعيش تحت سقف واحد وسط غياب تام لمقومات الحياة الأساسية.

وأشارت أخرى إلى تراكم ديونها لصاحب المخبز الذي لا تستطيع سدادها، ما أجبرها على التسول من سائقي السيارات، موضحة: "أجمع المال طوال النهار، وفي النهاية أشتري ما أستطيع من طعام".

ولا يقتصر الأمر على التسول فقط، بل لجأت نساء أخريات إلى جمع علب البلاستيك من مكبات النفايات وبيعها لتأمين لقمة العيش.

وتفاقمت الأزمة بسبب توقف عمل العديد من المنظمات الإغاثية الأممية، نتيجة انتهاكات مليشيا الحوثي ونهبها المساعدات، إضافة إلى القيود الإدارية التي تفرضها على فرق الإغاثة، مما أثر سلبًا على تقديم الخدمات الإنسانية الحيوية.

وفي ظل هذا التدهور، أعلنت أكثر من مئة منظمة إغاثية، بينها وكالات أممية ومنظمات دولية ومحلية، تقليص أو تعليق أنشطتها، من بينها برنامج الأغذية العالمي، مما دفع الكثير من النساء في اليمن إلى الاختيار بين "التسول أو الجوع".

وحسب معهد صنعاء للدراسات الاستراتيجية، فقد انخفضت فرص العمل للنساء في اليمن بنسبة 28% بسبب الحرب، مقارنة بـ11% للرجال. وتشير إحصائيات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن 26% من الأسر النازحة تعيلها نساء، فيما يشكل النساء والأطفال 77% من إجمالي النازحين، ما يزيد من أعداد المعيلات الفقيرات والأطفال الذين يعانون من الفقر في البلاد.