الحرارة تهدد مونديال 2026 وتضع المنظمين أمام تحدٍ غير مسبوق

الرئيسية | رياضة | 29 ديسمبر 2025 09:35 م

عبّر خبراء مناخيون عن قلقهم إزاء سلامة الجماهير، مشيرين إلى أن المشجعين أكثر عرضة للإجهاد الحراري بسبب الكثافة البشرية، وضعف التهوية، واستهلاك الكحول، إضافة إلى تأثير المواد الخرسانية في الملاعب التي تسهم في احتباس الحرارة.

حشد نت- عدن:

قبل أقل من ستة أشهر على انطلاق كأس العالم 2026 لكرة القدم، يواجه منظمو البطولة تحدياً مناخياً غير مسبوق يتمثل في الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في الدول الثلاث المستضيفة: الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وسط مخاوف متزايدة بشأن سلامة اللاعبين والجماهير.

وتتركز الهواجس بشكل خاص في عدد من الملاعب الأميركية، من بينها ملعب “سوفي ستاديوم” في لوس أنجليس، المقرر أن يستضيف ثماني مباريات في البطولة، حيث تسعى الجهات المنظمة إلى التخفيف من تأثير الحرارة عبر أنظمة تبريد متطورة.

ويضم الملعب مراوح صناعية لرذاذ المياه تُشغَّل عند تجاوز درجات الحرارة 80 فهرنهايت (26.7 درجة مئوية)، إضافة إلى سقف معلق يوفر الظل وفتحات جانبية تسمح بمرور نسيم المحيط الهادئ.

وقال أوتو بنديكت، نائب رئيس العمليات في الشركة المشغلة للملعب، إن استضافة نحو 70 ألف مشجع في ظروف مناخية حارة “تتطلب استعدادات دقيقة لإدارة الحرارة والطاقة العالية داخل المدرجات”.

غير أن هذه التجهيزات لا تتوافر في جميع ملاعب البطولة، في وقت تُصنّف فيه عدة مدن مستضيفة ضمن المناطق عالية الخطورة مناخياً خلال فترة إقامة البطولة بين 11 يونيو و19 يوليو.

وأظهرت دراسة علمية نُشرت في يناير الماضي وجود “قلق بالغ” على صحة اللاعبين والحكام، وحددت ست مدن مضيفة بوصفها الأكثر عرضة للمخاطر الحرارية، من بينها ميامي ونيويورك وبوسطن وفيلادلفيا.

كما أفادت تقارير بيئية بأن هذه المدن سجلت خلال عام 2025 أياماً تجاوزت فيها درجات الحرارة 35 درجة مئوية وفق مؤشر “الكرة الرطبة”، الذي يأخذ في الاعتبار مستويات الرطوبة وتأثيرها على جسم الإنسان.

وكانت مشكلة الحرارة قد برزت بوضوح خلال بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت مؤخراً في الولايات المتحدة، ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى اعتماد فترات توقف إلزامية لشرب المياه خلال المباريات، في الدقيقتين 22 و67.

وبحسب جدول المباريات، ستُقام معظم المواجهات النهارية في ملاعب مكيفة مثل دالاس وهيوستن وأتلانتا، بينما ستُلعب المباريات في المدن ذات الخطورة المناخية الأعلى خلال فترات مسائية.

من جهتها، حذرت نقابة اللاعبين العالمية “فيفبرو” من أن بعض المباريات لا تزال تصنف عالية الخطورة، مطالبة بتأجيلها في حال تجاوز مؤشرات الحرارة الحدود الآمنة، خصوصاً مباريات دور المجموعات والمباراة النهائية المقررة في نيويورك بعد الظهر.

كما عبّر خبراء مناخيون عن قلقهم إزاء سلامة الجماهير، مشيرين إلى أن المشجعين أكثر عرضة للإجهاد الحراري بسبب الكثافة البشرية، وضعف التهوية، واستهلاك الكحول، إضافة إلى تأثير المواد الخرسانية في الملاعب التي تسهم في احتباس الحرارة.

وشدد مختصون على أهمية الوقاية والتوعية، خاصة للجماهير القادمة من خارج أميركا الشمالية، داعين إلى توفير إرشادات متعددة اللغات، ومياه شرب كافية، ومناطق مظللة، لتقليل المخاطر الصحية خلال البطولة.