حشد نت - تعز
تُكابد مدينة تعز، جوهرة اليمن الثقافية، مأساة إنسانية مُروّعة منذ العام 2015، تغافل عنها العالم كله، حين طوّقتها مليشيا الحوثي الانقلابية بسجنٍ من الحديد والنار، مُحوّلة إياها إلى مسرح لمعاناة لا تُطاق ولا توصف.
على مدى أكثر من 3300 يوم ضاقتْ-وما تزال- على أبناء تعز سبل الحياة، وازداد شظف العيشِ، وواجه السكان ندرة في الغذاء والدواءِ، وتفشّت الأمراض، وانهارت البنية التحتية تحت وطأة قصف حوثي همجي لم يُبقِ حجرًا على حجر.
تسع سنوات عجاف عاشها أبناء تعز في جحيم الحصار، مطوقين بإرهاب الحوثيين من كلّ حدب وصوب، مقطوعين عن العالم الخارجي، فقد أغلقت المليشيا الحوثية جميع الطرق المؤدية إلى المدينة، ومنعت دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود، محوّلة تعز إلى مدينة مُحتضرة.
وغدت رحلة الخروج من المدينة أو الوصول إليها مغامرة محفوفة بالمخاطرِ، يواجه فيها المسافرون الموت على الطرقات الوعرة، وفي غضون عام ونصف العام كان أبناء تعز يترقبون اكتمال الحلم الذي بدأ يتشكل في أكتوبر 2022 واكتمل اليوم، وهو الفارق الزمني بين تدشين العمل في طريق كسر الحصار وافتتاح المشروع رسميًا.
من بين ركام المعاناة، بزغ شعاع أمل جديد مع إنجاز مشروعِ طريقِ الكدحة- البيرين، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة ورعاية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسيّ، طارق محمد صالح.
يُمثّل هذا الطريق شريان حياة جديد لتعز، حيث يُتيح ربطَها بالمحافظات المحررة عبر الساحل الغربيّ، ويُسهّل حركة التنقل والتجارة من وإلى المدينةِ، ويُساهم في تخفيف وطأة الحصار الحوثيّ المفروضِ على المدينةِ.
وإلى جانب أهمية هذا الطريق في رفع المعاناة الإنسانية عن مدينة تعز، فإنه يجسد أيضًا مدى حرص نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح على كسر الحصار عن تعز، وإعادة الحياة إليها، ووقوفه إلى جانب أبناء المحافظة في مختلف المجالات والظروف، وهو الذي لم يألُ جهدًا في الوقوف الى جانب تعز التي شكلت قلعة صمود مهيبة في التصدي للمد الصفوي الإيراني في اليمن منذ اللحظة الأولى.
منذ بدء تنفيذ مشروع طريق الكدحة-البيرين، أشرقت بارقة أمل جديدة في قلوب سكان تعز، حيث ساعد هذا الطريق الحيوي الذي اكتمل إنجازه اليوم في تخفيف المعاناة الإنسانية بشكل كبير، بتسهيل حركة دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود إلى المدينة، كما خفض زمن الرحلات وساهم في تقليل التكاليف على المواطنين.