مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحماس تتنقل بين القاهرة وتل ابيب والدوحة

الرئيسية | أخبار وتقارير | 10 يوليو 2024 09:56 م

تناولت المشاورات الجوانب الأمنية المتعلقة بالاتفاق. وخصوصاً الترتيبات الأمنية المرتبطة بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح بالإضافة إلى أمور أمنية أخرى تتعلق بتنفيذ اتفاق المخطوفين في حال الوصول إليه وإبرامه.

حشد نت- متابعات:

تتصاعد الضغوط والجهود في ذات الوقت من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.. ضغوط تقودها الولايات المتحدة بمشاركة مصرية قطرية لإقناع كل من إسرائيل وحماس لتقديم تنازلات كافية لوقف الحرب واتمام صفقة التبادل.

وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر إسرائيلية عن اختراق كبير في مفاوضات التهدئة التي عقدت في القاهرة خلال اليومين الماضيين، يجري مدير الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز محادثات في إسرائيل بعد زيارته إلى القاهرة على أن يتوجه بعدها إلى العاصمة القطرية التي من المقرر أن تحتضن الاجتماع بين رؤساء استخبارات الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر بالإضافة إلى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبحث تفاصيل صفقة التهدئة وتبادل الرهائن والمعتقلين ومحاولة تجاوز الخلافات بين إسرائيل وحماس.

في هذا السياق، أشار الكاتب والباحث السياسي شلومو غانور، خلال مداخلته في غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، إلى أن المحادثات التي جرت أمس واليوم في القاهرة برئاسة رئيس الشاباك، الجهاز الأمني العام، تناولت الجوانب الأمنية المتعلقة بالاتفاق. وخصوصاً الترتيبات الأمنية المرتبطة بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح بالإضافة إلى أمور أمنية أخرى تتعلق بتنفيذ اتفاق المخطوفين في حال الوصول إليه وإبرامه.

تطمينات وضمانات

تكمن أهمية الدور والجهود الفعّالة للحكومة الأميركية في دعم المفاوضات والتوصل إلى موافقة إسرائيلية للانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، شريطة الحصول على ترتيبات وضمانات تكفل مراقبتها لهذه المواقع.

ضرورة منع تهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة والعكس. ويشمل ذلك إنشاء حاجز مادي وإلكتروني، سواء تحت الأرض أو فوقها، بهدف مكافحة عمليات التهريب وضمان مراقبة فعالة من قبل إسرائيل لهذه الأنشطة.

حصول إسرائيل على تطمينات وضمانات كافية من الولايات المتحدة، والتي قامت بالتعاون مع مصر بتنفيذ مشروع السور الإلكتروني وهو مطلب إسرائيلي حيوي للانسحاب من القطاع.

من المرتقب أن تتناول قمة الدوحة العديد من المواضيع العالقة، منها الإفراج عن الفلسطينيين المحكومين ومسألة وقف إطلاق النار.

يواجه رئيس الوزراء نتنياهو تحديًا كبيرًامن خلال السعى جاهداً لحل الأزمة الناتجة عن أحداث السابع من أكتوبر وتحرير 120 مختطفاً إسرائيلياً.

يتجه الاهتمام نحو القمة في الدوحة حيث سيكون التركيز منصبًا على إيجاد حل لهذا الموضوع.

يبدو أن أمام نتنياهو مهلة زمنية تقدر بأسبوعين لمعالجة هذه الأزمة بشكل فعال ونهائي.

سيكون الاختبار الحاسم لنتنياهو بخصوص استقرار حكومته في ختام دورة الكنيست الصيفية بنهاية هذا الشهر. بمعنى آخر، عليه اجتياز هذه الفترة سواء بحل المشكلة أو بغيرها.

بعد انتهاء الدورة، ستبدأ عطلة الكنيست لتعود لاستئناف أعمالها في شهر أكتوبر. ومن المحتمل أن يتم تقديم موعد الانتخابات وما إلى ذلك من احتمالات مختلفة.

يُعد الأسبوعان القادمان وقمة الدوحة بمثابة اختبار أولي لقدرة نتنياهو على الصمود.

وجود توجه متزايد بين مختلف المستويات السياسية والأمنية والعسكرية لقبول هذا الاقتراح، وذلك نظراً للتحديات الماثلة على الجبهات الأخرى والحاجة المُلحّة لإنعاش القوات الإسرائيلية.

ويشير عماد جاد، مستشار مركز الأهرام للدراسات إلى أن ما يُطلق عليه "الاختراق" يتمثل أساساً في وقف العدوان والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين وعدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ويضيف أن الترتيبات المتعلقة بالمراحل التالية جزء لا يتجزأ من هذه الأساسيات. كما أوضح أن قضية محور فيلادلفيا ومعبر رفح يمكن تناولها ومناقشتها لاحقاً مع الالتزام بالأولوية للقضية الأساسية.

لا ترغب حركة حماس في إطالة أمد المفاوضات، على العكس من ذلك فإن الطرف الذي يسعى لتحقيق هذا الهدف هو نتنياهو. تعبر حماس بقوة عن مطالبها بوقف إطلاق النار ووقف العدوان والاعتداءات والغارات الجوية.

الحديث عن بناء حاجز إلكتروني تحت الأرض وفوقها هو أمر له علاقة بالعلاقات المصرية الإسرائيلية، والعلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة. هذه القضايا تندرج ضمن إطار المناقشات التالية لوقف العدوان، والذي يمكن أن يستمر لفترة تتراوح من ستة أشهر إلى سنة.

يدرك الجانب الإسرائيلي تمامًا مدى أهمية وجوده في معبر رفح وفي محور فيلادلفيا.

من الضروري التركيز على متطلبات وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان بشكل فوري.

لا يبدو أن حماس أو حكومة نتنياهو ترغب في رؤية هذا الواقع فوراً؛ ولذلك يستغل كلا الطرفين القضية للمماطلة والتفاوض شهوراً طويلة دون معالجة مأساة الشعب الفلسطيني بجدية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المعروف بقدرته على التلاعب بالمشهد السياسي، لعب دوراً واضحاً في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين.

في حال أعلنت القيادة العسكرية لحركة حماس عن إيقاف جميع أنواع المقاومة وتفكيك الهيكل العسكري للحركة وتسليم المسؤولية لمنظمة التحرير الفلسطينية لإدارة المفاوضات المتبقية سيجد نتنياهو نفسه أمام واقع جديد يتطلب التعامل معه.

وضع نتنياهو الفيتو على منظمة التحرير الفلسطينية معترف بها دوليًا من قِبل 140 دولة داخل الجمعية العامة والدول العديدة الأخرى بما في ذلك المجموعة العربية السداسية وتسليم قطع غزة سيضعف موقفه بشكل كبير أمام الأميركان والأوروبيين وأمام المجتمع ككل.

نتنياهو ليس برجل سلام فهو لا يختلف كثيرًا إلا في المصطلحات والتعابيرعن سموتريش وبن غفير.

يتبع نتنياهو نفس النهج الذي اتبعه بيجن وشامير من قبله. فشامير كان له تصريح شهير يقول فيه إنه مستعد للمفاوضات مع العرب لمدة 30 سنة دون تحقيق أي تقدم فعلي يُذكر؛ ونتنياهو يقوم بتطبيق هذه العبارة حرفياً بنفس الطريقة تقريباً لعرقلة القضايا الجوهرية.

الوضع على أرض الواقع من شانه ان يؤثر بشكل مباشر على طاولة المفاوضات، بغض النظر عن الأطراف المتفاوضة.

من المحتمل ان يُقبل نتنياهو على إتمام الصفقة إذا ما تلقى ضمانات واطمئنانا أو تقديرات أمنية تفيد بعدم قدرة حماس على العودة لحكم القطاع فوراً بعد إنهاء الصفقة. وقد يأتي هذا القبول قبل التوجه إلى واشنطن.

حقائق على الأرض

من جانبه، يوضح الباحث في العلاقات الدولية، السيد أشرف العكة، أن نتنياهو يعتمد على 5 مبادئ تعطيلية وتأجيلية نظرًا لتحميله كلّاً من المستوى الأمني والمعارضة الإسرائيلية مسؤولية محاولاته لتعطيل وإفشال هذه الصفقة.

سعت إسرائيل إلى خلق حقائق على الأرض وإملاء الشروط على المفاوضين والوسطاء الفلسطينيين، مما أدى إلى تعقيد الوضع.

يواجه رئيس الوزراء نتنياهو 3 خيارات متميزة مع عدم وجود بدائل خارجها:

الخيار الأول قبول الصفقة من خلال الحوار داخل ائتلافه الحاكم وهذا يتطلب إقناع سموتريش وبن غفير بأن بقاءهم واستمرار الحكومة ومستقبلهم السياسي يرتبطون بتنفيذ هذه الصفقة.

الخيار الثاني يتجه نحو إبرام صفقة شاملة؛ إذ يبدو أن هناك محاولة لترضية جميع الأطراف المعنية. بهذا الصدد، يُلاحظ ازدياد فرص نجاح هذه الصفقة بدرجة كبيرة عن أي وقت مضى.

أما الخيار الثالث فهو رفض الصفقة بالكامل، ما يضع نتنياهو أمام مواجهة مباشرة مع المعارضة والمؤسسة الأمنية والجمهور المحلي وكذلك الضغوط الدولية خصوصا من الولايات المتحدة والوسطى.

يعكس هذا السيناريو احتمالية متزايدة للصفقات المحتملة أكثر من أي وقت مضى بسبب الضغوط الحالية والفرص التي يقدمها مختلف أصحاب المصلحة المشاركين في عملية حل النزاعات.

حدد المقترح المصري المراحل المختلفة والقضايا المتعلقة بكل مرحلة بشكل واضح ودقيق من خلال التواريخ والفترات الزمنية المرتبطة بالقضية.

وجوب الانسحاب من محور فيلادلفيا الذي لا يقدم أي فائدة أمنية لإسرائيل.

لم تتمكن حكومة نتنياهو من اتخاذ قرارات استراتيجية بسبب تخبطه إن إسرائيل بحاجة إلى إجراءات حاسمة، والمجتمع الإسرائيلي يتطلع إلى إتمام الصفقة وتحرير الأسرى وإنهاء هذا الصراع بأقل الخسائر الممكنة.

الوقت لم يعد في صالح نتنياهو، حيث بلغت طبيعة التفاعلات والخلافات العلنية بين المستويين العسكري والسياسي.