معادلات سياسية.. هل تفتح تصريحات ترامب بـ"توطين الفلسطينيين" أبواب أزمة جديدة؟

الرئيسية | سياسة | 28 يناير 2025 08:30 م
أرشيفية

أرشيفية

تصريحات ترامب تعكس رغبة أميركية في "تحريك المياه الراكدة" في ملف السلام، لكنها قد تؤدي إلى مزيد من التوترات بين الدول العربية والفلسطينيين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى..

حشد نت- تقرير:

في تطور جديد ومثير على صعيد القضية الفلسطينية، طرح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فكرة نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا واعتُبرت خرقًا للحدود التقليدية للحلول السياسية في المنطقة. 

وتساءل ترامب عن إمكانية قبول مصر والأردن لهذه الخطة، ما فتح باب النقاش حول تداعياتها الإقليمية.

وتأتي تصريحات ترامب ضمن رؤية إدارته السابقة لإيجاد "حلول غير تقليدية" للقضية الفلسطينية، وسط تقارير تفيد بأن الخطة تشمل توطين الفلسطينيين في دول عربية، أبرزها مصر والأردن.

وفقًا لأستاذ العلاقات الدولية الدكتور طارق فهمي، فإن هذه التصريحات تندرج ضمن محاولات أميركية لتغيير المعادلات السياسية في غزة والمنطقة. ويضيف فهمي: "رغم أنها خطوة غير واقعية، إلا أنها تشكل تحديًا واضحًا للمواقف العربية التقليدية".

خطوط حمراء

من جانبه، أبدت مصر رفضاً قاطعاً لأي خطط تهدف إلى توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم التاريخية. ويرى المراقبون أن القاهرة تعتبر هذا المقترح تهديدًا لأمنها القومي وديمغرافيتها. 

وأكد الدكتور فهمي أن "مصر لن تسمح بأي خطوات من هذا النوع، كونها تمثل نقطة وصل جغرافية مع غزة، وأي تغيير ديمغرافي في هذه المنطقة قد يخلق ضغوطاً اجتماعية وأمنية".

الأردن كذلك أبدى اعتراضاً قوياً على الخطة، محذراً من تداعياتها الديمغرافية والسياسية. وفي هذا السياق، قال المستشار الإسرائيلي السابق ألون أفيتار: "قبول الأردن لهذه الخطة قد يهدد استقراره الداخلي ويغير هويته الديمغرافية، لذا يحظى الموقف الأردني بدعم دولي كبير فيما يتعلق بحق العودة".

حقوق مشروعة

على الجانب الفلسطيني، قوبل مقترح ترامب برفض تام، حيث وصف وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين الأسبق، أشرف العجرمي، الخطة بأنها "اعتداء مباشر على الحقوق الفلسطينية والتفاف على حق العودة". 

وأكد العجرمي أن الشعب الفلسطيني يرفض أي حلول بديلة عن إقامة دولة مستقلة على أرضه التاريخية.

وأضاف: "توطين الفلسطينيين في دول أخرى لن يجلب سوى مزيد من التوترات، ويشكل خطراً على الأمن والاستقرار الإقليمي".

تداعيات سياسية

طرح ترامب يأتي في وقت حساس يثير مخاوف حول مستقبل العلاقات الإقليمية. في حال قبول دول كبرى مثل مصر أو الأردن لهذه الخطة، قد يتغير شكل التحالفات السياسية بشكل جذري، إلا أن المواقف الراهنة تشير إلى أن التنفيذ يبقى أمراً صعباً بالنظر إلى المعارضة العربية والدولية.

ويرى خبراء أن تصريحات ترامب تعكس رغبة أميركية في "تحريك المياه الراكدة" في ملف السلام، لكنها قد تؤدي إلى مزيد من التوترات بين الدول العربية والفلسطينيين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى.

المصدر: سكاي نيوز + وكالات