حشد نت- عدن:
عاد التوتر بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس إلى الواجهة مجدداً، وسط تطورات حساسة تشهدها القضية الفلسطينية، خصوصًا مع تصاعد الجدل حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة.
وبينما تحذر السلطة من مخططات ترمي إلى إقامة "كيان فلسطيني مصغر" في غزة، تتهم حماس القيادة الفلسطينية بشن "حملة تضليل وتشويه" وعرقلة جهود المصالحة.
في هذا السياق، وجه مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش، انتقادات لاذعة لحماس، محملاً إياها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في القطاع خلال الـ17 عامًا الماضية.
وقال في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية": "على حماس أن تعترف بفشلها في إدارة قطاع غزة، وعليها إعادة الأمور إلى نصابها. لقد سيطرت على القطاع بالقوة، وخاضت ست حروب ألحقت دمارًا هائلًا بغزة وأحرقت مستقبلها".
وأكد الهباش أن إسرائيل استغلت استمرار حكم حماس في غزة لإفشال جهود الوحدة الوطنية، مضيفاً: "إسرائيل دعمت حكم حماس ضمنياً، لأن ذلك يخدم مشروعها في منع قيام دولة فلسطينية مستقلة. كما أن هناك جهات عربية ودولية ساعدت حماس في هذا الاتجاه بناءً على رغبات إسرائيلية وأميركية لإدامة الانقسام".
إفشال تشكيل حكومة
على الجانب الآخر، رفضت حركة حماس هذه الاتهامات، معتبرة إياها محاولة من السلطة للتنصل من مسؤولياتها تجاه غزة.
وتتهم الحركة السلطة الفلسطينية بإفشال جميع المبادرات الهادفة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتفرد بالقرار السياسي دون إشراك الفصائل الأخرى.
وتصاعدت حدة الخطاب في الأيام الأخيرة، حيث شدد الهباش على أن "السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير هما الجهتان الشرعيتان لإدارة القطاع، وأي ترتيبات تتجاوزهما مرفوضة ولن يقبل بها الفلسطينيون".
ووجّه سؤالاً لحماس بحدة: "هل يروق لها أن تتماشى سياساتها مع رغبات نتنياهو؟ هل تدرك أنها بمواقفها تساعد الاحتلال على تنفيذ مخططاته؟"
يأتي هذا التصعيد في وقت بالغ الحساسية، حيث تتزايد الضغوط الدولية والإقليمية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، فيما يبقى مستقبل غزة معلقًا بين الرؤى المتضاربة للأطراف المختلفة.