حشد نت- تقرير:
في خطوة مفصلية بتاريخ الثورة السورية، أعلنت إدارة العمليات العسكرية، مساء الأربعاء، تنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا.
جاء ذلك خلال مؤتمر رسمي عُقد تحت عنوان "إعلان انتصار الثورة السورية"، بحضور قادة الفصائل العسكرية وممثلي القوى السياسية المعارضة.
وخلال المؤتمر، صرّح الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية حسن عبدالغني قائلاً: "نعلن تولية القائد أحمد الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، حيث سيتولى مهام رئاسة الجمهورية ويمثل سوريا في المحافل الدولية."
كما كشف عبدالغني عن سلسلة قرارات جوهرية، أبرزها:
- إلغاء العمل بدستور 2012، وإبطال جميع القوانين الاستثنائية.
- حل مجلس الشعب وكافة اللجان المنبثقة عنه.
- حل الأجهزة الأمنية للنظام السابق وتفكيك الميليشيات التي أنشأها.
- إعادة بناء الجيش على أسس وطنية.
- تفويض الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت لحين اعتماد دستور جديد.
- إدماج الفصائل العسكرية والسياسية في مؤسسات الدولة.
- حل حزب البعث العربي الاشتراكي والجبهة الوطنية التقدمية وإلغاء مؤسساتهما.
وفي أول خطاب له بعد تنصيبه، أكد أحمد الشرع أن الأولوية في سوريا اليوم هي "إعادة بناء الدولة والحفاظ على السلم الأهلي"، مشدداً على أهمية إقامة مؤسسات قوية، وإعادة بناء الاقتصاد، واستعادة المكانة الإقليمية والدولية للبلاد.
من هو أحمد الشرع؟
ولد أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، في الرياض عام 1982، ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق حيث نشأ في حي المزة. تعود أصوله إلى الجولان المحتل، ونشأ في عائلة متوسطة ذات توجهات ليبرالية. تأثر بالانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، ما شكّل تحولاً في أفكاره.
درس الطب قبل أن يغير مساره بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث انخرط في أنشطة عسكرية وانتقل إلى العراق عقب الغزو الأمريكي. اعتقلته القوات الأمريكية وسجن خمس سنوات قبل أن يطلق سراحه عام 2008. ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، كان من أوائل المشاركين فيها.
في عام 2012، أسس جبهة النصرة لأهل الشام، التي تحوّلت لاحقاً إلى هيئة تحرير الشام، إحدى أبرز القوى العسكرية في شمال سوريا.
قبل إعلان تنصيب الشرع، أطلقت فصائل المعارضة السورية في إدلب عملية "ردع العدوان" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بقيادة إدارة العمليات العسكرية التي ضمّت هيئة تحرير الشام، حركة أحرار الشام، الجبهة الوطنية للتحرير، وعناصر من الحزب التركستاني.
هذا التحوّل السياسي والعسكري يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في سوريا، وسط تساؤلات حول مستقبل البلاد، ومسار المرحلة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع.