حشد نت- تقرير:
في تصعيد غير مسبوق، وثّقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين 2161 اعتداءً على الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال شهر يناير الماضي، ما يعكس تصاعدًا خطيرًا في السياسات الاستيطانية والانتهاكات اليومية.
وكشف التقرير الشهري للهيئة أن قوات الاحتلال نفّذت 1786 اعتداءً، بينما نفّذ المستوطنون 375 اعتداءً، تركزت في محافظات الخليل (358 اعتداءً)، رام الله (342)، ونابلس (328).
استهداف شامل
شملت هذه الاعتداءات هجمات مسلحة على القرى الفلسطينية، وإعدامات ميدانية، وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، إلى جانب تكثيف الحواجز العسكرية التي تعمّق عزلة المناطق الفلسطينية.
وأشار التقرير إلى أن المستوطنين نفذوا 318 عملية تخريب وسرقة، واقتلعوا 969 شجرة، معظمها من أشجار الزيتون، في مناطق متفرقة مثل الخليل، بيت لحم، سلفيت، نابلس، ورام الله.
هدم ممنهج
واصلت سلطات الاحتلال سياسة الهدم والتهجير القسري، حيث وثّق التقرير 76 عملية هدم استهدفت 126 منشأة فلسطينية، منها 74 منزلًا مأهولًا.
وكانت جنين الأكثر تضررًا بهدم 47 منشأة، تلتها القدس (14 منشأة)، قلقيلية (11 منشأة)، ثم بيت لحم ونابلس (10 منشآت لكل منهما).
إلى جانب ذلك، تلقّى الفلسطينيون 131 إخطارًا بهدم منشآتهم، تركزت في الخليل (66 إخطارًا)، بيت لحم (45)، ورام الله (10).
استيطان متسارع
كشف التقرير عن محاولات إقامة 10 بؤر استيطانية جديدة، معظمها ذات طابع زراعي ورعوي، موزعة في طوباس (4 بؤر)، نابلس (3)، وقلقيلية ورام الله وبيت لحم (بؤرة لكل منها).
كما استولت سلطات الاحتلال على 262 دونمًا من الأراضي الفلسطينية، خاصة شمال القدس، بهدف توسيع شارع استيطاني يصل المستوطنات بحاجز قلنديا العسكري، مما يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة.
وفي سياق متصل، درست سلطات الاحتلال 31 مخططًا استيطانيًا جديدًا خلال يناير، تشمل بناء 943 وحدة استيطانية على مساحة 9881 دونمًا.
وأقرت بناء 3512 وحدة استيطانية في القدس على مساحة 441 دونمًا، مع خطط لتوسيع منطقتين صناعيتين داخل المستوطنات.
عزل وتهجير
أكد التقرير أن إسرائيل تمضي في سياسة تقسيم الضفة الغربية وتحويلها إلى كانتونات معزولة، حيث بلغ عدد الحواجز والبوابات العسكرية الإسرائيلية 912 حاجزًا، بينما يمتد جدار الفصل العنصري لأكثر من 700 كم، ما يعمّق معاناة الفلسطينيين ويكرس سياسة التهجير القسري.
تصعيد خطير
حذّر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير مؤيد شعبان، من أن الاعتداءات الإسرائيلية وصلت إلى مستوى الإرهاب المنظم، بدعم رسمي من المؤسسة الإسرائيلية.
وأكد شعبان أن هذه السياسات تهدف إلى إفراغ الأرض من سكانها الأصليين، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، ووقف جرائم الاحتلال التي تنتهك القانون الدولي، محذرًا من أن استمرار هذه الانتهاكات يقوّض أي فرصة لتحقيق السلام العادل.