عدنُ والبحرُ صنوانٌ لايفترقانِ، فلا تُذكرُ عدنٌ إلا واقترن الذكرُ ببحرها وخلجانها وشواطئها المُترامية.. فعدن جُغرافياً شبهُ جزيرةٍ تُحيط بها المياهُ من جهاتٍ ثلاثٍ، وهذا ماخلق بيئتها المائيَّةَ السَّاحرةَ، والسَّاحليَّةَ الفريدة.
حيثُما يمَّمتَ وجهَكَ شطرَ وجهة في عدن تجدْ جمالَ البحر الأخَّاذ أمامَ ناظريكَ، رَغْمَ مالحق بهذه المدينة من إهمالٍ وتشويهٍ وأعمالِ ردمٍ وبناءٍ عشوائيٍّ، وبشكلٍ لافتٍ خلالَ العُقُود الأربعةِ الأخيرة.
اليوم فجراً كنتُ وبعضَ أفراد أسرتي في زيارةٍ لسواحلِ البريقة، وبعض جُزرها (الغدير، كود النَّمر، الخيسة، بربرية... إلخ).. جمالٌ يفوقُ الوصفَ في أجواءٍ شتويَّةٍ خلَّابةٍ، أجبرني على توثيقه بعدسة المحمُول، فالتقطتُ بها صُوراً ومقاطعَ فيديو قصيرةً، جمالٌ يليقُ بعدن حاضراً وحضارةً وموقعاً، وتستحقُّه بجدارةٍ، وعدن تليق به بكل تأكيد.
وأجدها مُناسبةً لأناشدَ من جديدٍ سُلطاتِ عدن أن توليَ اهتماماً أكبرَ ببيئة عدن السَّاحليَّة، وتحميَ أراضيها الرَّطبة، وتمنعَ البناءَ فيها نهائيَّاً، وتحظرَ تماماً تحويلها إلى مكبَّاتٍ للنـِّفايات ، فليسَ مقبولاً ولا معقولاً على سبيل المثال الاهتمامُ ببناء بعض (الكورنيشات) ثمَّ تركها نهباً للإهمال والعبث البشريِّ، ولعوامل الزَّمن!!
دعوةٌ صادقةٌ لئلا نأتيَ ذاتَ يومٍ فنجدَ أنفسَنا وقد دمَّرْنا بقصدٍ أو بغير قصدٍ هبةَ الله في أرضه (سواحل عدن وشواطئها).
* نائب وزير الإعلام