يعترك العميد طارق مع الظروف والمتغيرات، ومع العدو، مع أصحابه ومنافسيه ومع الشعب كاملاً محاولة منه لإيجاد مسار مستقيم وتقويم الفكرة الوطنية، لا يفوت لحظة، كل وقته لصياغة رؤية وفعل مقاوم.
الوقت ينذر بأفق، أبيض وأسود في آن، والبذل والمكابدة والمجاهدة، والتعب، يمكن كل ذلك أن يمنحنا الخلاص الأخير، والقائد يقود معركته كمناضل، رمز وطني، يشعر أنه أب للجميع وللخصم قبل التابع، للمنافس قبل الصديق، وليس موظفاً يعمل بقدر وظيفته، وأقذر المهام لأشخاص كُثر أن يتحول المرء في المعارك الصعبة إلى موظف وعلى عكس هذه القذارة يكون هو الملهم، يعيد ترتيب كل المعركة.
من وسط الناس في الساحل الغربي، الناس العاديين، ومن مكان إلى آخر، بين معسكر ومعسكر ومديرية وأخرى، من مدرسة إلى جامع، إلى ملتقى إعلامي، ومع رموز الأوقاف، ويكتب في تويتر، ويتواصل مع السفراء، سفراء الدول العشر، ومصر والأردن، وكل الدول الفاعلة، واجتماعات للقيادات العسكرية في المحاور، دورات تنشيطية للألوية، كل لحظة عمل، قائد لا يفوت لحظة، كل لحظة وهو يضيف شيئاً، يفعل أشياء، يقول، يحاضر، كل لحظة من لحظاته معركة، والله!
القائد لا يقف، يمتن الأرض الصلبة، يعزز الإيمان بالقضية، يشعر أن ما يحدث فخاً كبيراً مهمته إيقاع الناس فقط، وأخطر من معركة وسلاح هو ما يحدث الآن، كأن ينتصر الكهنوت أخلاقياً بزيفه وحربه والبحر.
كان لا بد من قائد ومن وجهة حقة لمواجهة الضخ الموجه وتفنيد المزايدة الكهنوتية والمسرحيات، يعيد للناس الإيمان، ويشعر الجميع أن ثمة مقاومة فاعلة على الأرض لا هم لها ولا مهمة إلا الخلاص، ليست الحياة والنمط المعروف كما في كل مكان، بل المقاومة والخلاص.
طارق ليس وحيداً على وفي هذه المعركة، قادة كُثر، وأبطال، لكنه الوحيد يتشظى إلى ألف روح كما لو تشعر أن المعركة تخصه وحده، ومن الصفر إلى الألف والعشرة والمائة ألف روح، فكرته أن يتحول الجميع إلى مناضلين، لتذهب الوظائف إلى الجحيم، البلد يضيع أكثر.
تفزعني نظرة قاصرة من جهات شتى للمقاومة الوطنية، نظرة البحث عن الربح، فالساحل الغربي ليس صندوقاً مليئاً بالذهب، هناك ما يستحق التأمل فيه وقراءته جيداً، هنا مكابدة، وعمل شاق، جندية وسياسة وتربية وإيجاد نواة لمشروع ولربما تجاوزنا ما بعد النواة وخلق هذا المشروع، ولا زال الطريق طويلاً طويلاً طويلاً، فلا تفوتكم الفرص لتكونوا ضمن طليعة الحياة والحياة، فالحياة والموت على الحق.
هي الحاسمة، كونوا عوناً للقائد، فو الله وباسم السماوات والأرض، هو الجدير بقيادة معركة، وهو من يحترق كل لحظة.
* من صفحة الكاتب في الفيسبوك