بعد غرق سفينة الشحن التجاري روابي مار RUBYMAR بصواريخ الحوثي بالبحر الأحمر RedSea والإعلان عن استهداف سفينة تجارية أخرى، وبعد إعلان مصر عن تضرر قناة السويس بنسبة 50% وإعلان سلطنة عمان تضرر موانئها بنسبة 30% وإعلان منظمة التجارة العالمية ارتفاع تكاليف الشحن 300% وإعلان شركات التأمين تجاوز تكاليف التأمين 500% وإعلان عدد من الشركات توقف عمليات شحنها.. أصبح العالم وبمقدمتهم أمريكا ودول المنطقة أمام تحدٍ لإثبات مصداقيتهم بمحاربة هذه الجماعة الإرهابية التي سوف يصل ضررها لكل الدول دون استثناء حتى تلك التي تظن نفسها بعيدة من أضرار قرصنة الحوثي وعملياته الإرهابية.
محاربة هذه الجماعة عبر استهداف بعض مواقعها بقصف الطيران أكذوبة نتائجها شبه معدومة إن لم تكن صفرية، ولو استخدمت هذه الاستراتيجية في محاربة داعش بعد بسط نفوذها على مساحة تعادل مساحة اليمن ثلاث مرات ما تحررت مدينة واحدة ولكانت داعش حاكمة وتتمدد سيطرتها لليوم.
الاستنفار العالمي لحماية مصالحهم وتشكيلهم لتحالفات عسكرية لا تتجاوز مهمتها القيام بعمليات قصف جوي لمواقع عسكرية محددة لمليشيا الحوثي بحجة الحد من خطره على مصالحهم بينما لا يعني لهم خطر هذه الجماعة على مصالح شعب وبلد بكامله شيئاً ولا وجود له في قاموس أخلاقهم، هو أدنى درجات السقوط الإنساني والقيمي لهذا العالم ودوله، وما يواسينا كشعب يقف الجميع ضد مصالحه هو ثقتنا بأن خطر الحوثي على مصالحهم باقٍ ما بقيت سيطرته وما بقي وجوده وأن محاربتهم له عبر عمليات قصف مضحكة بمسمى القضاء على إمكانياته والحد من خطره مجرد تهريج لا قيمة له، فليس هناك ما هو أسهل من إعادة بناء الإمكانيات وأقوى مما كانت عليه ومن لم يصله الضرر اليوم سوف يصله غداً.
حماية الأمن والاستقرار من مليشيا إرهابية بمشروع يستهدف المنطقة ويهدد العالم ليس عبر قصف توانك وخزانات وقود فارغة، بل عبر دعم اليمنيين وحكومتهم وقواتهم الشرعية لاستكمال تحرير الأرض والمدن والسواحل والموانئ والمؤسسات التي تسيطر عليها هذه المليشيا، وما سوى هذا مجرد استهبال سخيف..