"الحرس الثوري" مؤسسة أيديولوجية غير وطنية، لا في إيران ولا خارجها؛ فهو جيش من خارج التاريخ، بأهداف لا تؤمن بالسيادة ولا تحترم الشرعيات الدستورية، وإيران ذاتها وقواتها المسلحة ومؤسساتها الوطنية تدفع ثمن تصرفات هذا الجيش الإرهابي.
لم يستطع هذا الجيش الإرهابي جر القوات المسلحة الإيرانية إلى أي تدخل طيلة أعوام وأمريكا وإسرائيل تقتل منه ومن أتباعه في كل الدول التي تمكن من السيطرة الطائفية عليها، وأهمها قتل قائده الإرهابي قاسم سليماني في العراق.
وحتى في غزة، لم ترسل إيران صاروخًا واحدًا لحماية "غزة حماس". ولكن حين استهدفت إسرائيل "القنصلية الإيرانية" التي كان يستخدمها الحرس الثوري ضد سوريا، رد الجيش الإيراني بقصف معسكر محدد داخل إسرائيل كان هو من قصف القنصلية، مع كل الاحتياطات بأن لا تقتل أي قيادي عسكري إسرائيلي، ولا تضر هدفًا مدنيًا أو اقتصاديًا كما أعلن وزير الخارجية الإيراني نفسه.
سيبقى الصراع بين الدولتين في هذه الحدود، فكلٌّ منهما دولة لها مشروعها الشعبي الوطني الذي يحقق ويحمي مصالح مواطنيها، مع تفوق إسرائيلي كامل؛ نظرًا للفارق بين نظامي الدولتين داخليًا؛ فإيران محملة بعبء "الجمهورية الإسلامية" وهو مسمى طائفي غير وطني ولا يمت للإسلام ومصالح المسلمين بصلة، بل مجرد عبء مماثل لعبء دول القاعدة وداعش في المذهب السني.
وسيأتي يوم تنتصر فيه إيران على مشروع الولاية الطائفية ويسقط الحرس الثوري وتعلق عمائم الإرهاب والفساد وتنتصر إيران وطنًا ومذاهب.
الحرس الثوري مجرد نتوء سرطاني نتج من عبث الملالي بالوطن في إيران، وامتد في عواصم أربع دول عربية، والسرطان يموت بقتل الموطن الذي أصابه.