من لم يقرأ التاريخ ويتمعن في العقائد والدوافع والصراع المتكرر بين الأمم يقع في أفخاخ أعدائه وهو يظن أنه على الصراط المستقيم.
كان ارتماء القائد الراحل إسماعيل هنية في حضن إيران خطأ لا يغتفر أياً كان الخذلان المحيط وكيفما كانت ألوان الهوان؛ إذ لا هوان أكبر من أن تحتمي من إسرائيل الصغرى بإسرائيل الكبرى، أو من إسرائيل الغربية بإسرائيل الشرقية، ومخطئ من يظن أنه ينصر القدس بالفُرس.
قد يختلفون فيما بينهم، لكننا كعرب وكمسلمين هدف مشترك لهم.. سنة سلفت وناموس يُعاد.. أدركها الفاروق عمر فكان فاتح القدس ولهذا يحقد الفرس عليه وينصبون لقاتله مزاراً.
"قتلوا قائدنا ولم يقتلوا قائدهم".. تساءل حمساوي حزين في زحمة الألم على فقدان رجل استشهد أبناؤه وأحفاده قبل استشهاده. تساؤل لا ينبغي أن يذهب مع الريح.
لقد اغتالوا هنية مرتين؛ مرة يوم أسبغ لقب "شهيد القدس" على قاتل الموصل وحلب، والمرة الأخرى يوم أسلموه للموت الصهيوني تواطؤاً أو تهاوناً.
ينبغي أن يكون هذا الرحيل المؤلم محطة للمراجعة الشُّجاعة، ونقيس المقدمات بالنتائج، ونبني مفاهيم التحرير على أساس من الفعل الاستراتيجي البعيد المدى؛ فذلك وحده هو ما مكّن طيران العدو الإسرائيلي من التجول في أربع عواصم بالمنطقة في يوم واحد، الأمر الذي ما كان ليحدث قبل تشكُّل ما يسمى اعتباطاً محور المقاومة!
*من حسابه في منصة (إكس)