من يختار الهوية؟ حراك الأقيال في مواجهة الأسئلة الدينية

الرئيسية | مقالات | 04 اكتوبر 2024

د. نادين الماوري

في الآونة الأخيرة، كثرت الأسئلة حول حراك الأقيال، خاصة تلك التي تتعلق بعقائد المشاركين في هذا المشروع الوطني. يتساءل البعض: هل الأقيال ملحدون؟ وهو سؤال يُظهر عدم فهم دقيق لجوهر هذا الحراك. الحقيقة أن هذا التساؤل لا مبرر له، ولا يعكس طبيعة الأهداف التي يسعى إليها الأقيال.

حراك الأقيال يركز بشكل أساسي على استعادة الهوية اليمنية وتعزيز الوعي القومي، بعيداً عن القضايا الدينية. هذا الحراك هو بمثابة استجابة طبيعية لقرون من التشويه والاضطهاد الذي تعرضت له الشخصية اليمنية. في إطار هذه الثورة، يتمحور الجهد حول إعادة بناء الهوية الوطنية، وهو ما يستدعي توحيد الصفوف وتعزيز الانتماء.

الدين، بمختلف توجهاته، ليس جزءاً من هذا المشروع. الأقيال يهدفون إلى نهضة وطنية حقيقية تعيد المجد اليمني إلى موقعه الطبيعي. إن الخوض في مسائل الدين والعقيدة قد يساهم في تقسيم الصف اليمني، وهو ما يتعارض تمامًا مع الأهداف الأساسية للحراك.

إن التوجهات الدينية للأفراد تبقى مسألة شخصية، لا ينبغي أن تؤثر على الجهود المبذولة في سبيل توحيد الأمة. الأقيال يسعون إلى تجاوز الفروقات وتوحيد الصفوف، والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل لليمن، حيث يتمكن كل فرد من التعبير عن هويته دون الخوف من الحكم أو الفتوى.

في الختام، يجب أن ندرك أن حراك الأقيال هو دعوة لوحدة الصف اليمني ولتعزيز الهوية الوطنية، بعيدًا عن أي تمييز ديني أو طائفي. إننا بحاجة إلى التركيز على ما يجمعنا كيمانيين، لا على ما يفرقنا.