إيران راس الأفعى.. حقيقة واقعية

الرئيسية | مقالات | 08 ابريل 2025

عبود الحربي

إيران والإرهاب العالمي وجهان لعمله واحدة فمنذ سقوط نظام محمد رضا بهلوي وسيطرة آية الله الخميني على مقاليد الحكم في طهران عام 1979 بدأ العالم وخصوصا المنطقة العربية عهدا جديدا من انتشار وتفشي ظاهرة الإرهاب العابر للدول والقارات حول العالم واين ما وجد الإرهاب والإرهابيون وجدت إيران ببصماتها القذرة ابتدأ بقيام النظام الحاكم بإرتكاب مجازر وابادة جماعية لمعارضيه من الطوائف الأخرى وخصوصا اهل السنة وكذلك السياسين داخل إيران نفسها ثم الشروع بتصدير ما يسمى بالثورة الخمينية إلى دول الجوار في الخليج العربي واليمن والشام وذلك في ثمانينيات القرن الماضي.

إيران الخمينية انشاءت العديد من خلايا التجسس والتنظيمات الإرهابية التي قامت بالعديد من العمليات التخريبية والجرائم الدموية والتفجيرات في الدول العربية وذلك في ثمانينيات القرن الماضي لعل أبرزها تفجير موكب أمير دولة الكويت الشقيقة عام 1985 مما تسبب في سقوط عددا من القتلى والجرحى وإقلاق السكينة العامة إضافة إلى تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981 إضافة إلى القيام بأعمال تخريبية منظمة في مكة أثناء موسم الحج للعام 1986 وفي عام 1996 تم تفجير عددا من المباني في مدينة الخبر من قبل ما يسمى بحزب الله الحجازي والذي نتج عنه مقتل العشرات من الوافدين الأجانب وغير ذلك العديد من العمليات الإرهابية التي تم التخطيط والتمويل لها من إيران من أجل زعزعة الأمن والإستقرار في الدول العربية وضرب المصالح الغربية في المنطقة ؛

إيران لم تكتفي فقط بإنشاء ودعم وتمويل التنظيمات الإرهابية التابعة لها مباشرة بل تعدى ذلك إلى التنسيق وتقديم الدعم والمساندة لتنظيم القاعدة الذي قام بدوره بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية لصالح أجهزة المخابرات الإيرانية إضافة إلى استظافتها للعديد من قادة التنظيم الإرهابي على اراضيها خصوصا بعد التدخل الأمريكي العسكري المباشر في أفغانستان ومعارك تورا بورا وهزيمة طالبان آنذاك على خلفية أحداث الحادي عشر من سبتمبر ؛

استطاع نظام الملالي في طهران إسقاط بيروت وبغداد وكانوا حاضرين وبقوة أثناء اندلاع فوضى الربيع العربي الذي استطاعت طهران من خلاله التمدد والسيطرة على صنعاء ودمشق وادخلت البلدين في حروب داخلية مازلت نيرانها مشتعلة حتى اليوم ولكن اتت الرياح بعد ذلك بما لا يشتهي الخامنئي ومليشياته الإرهابية المسلحة وانحسرت المصالح المشتركة بينهم وبين أمريكا وإسرائيل والغرب عموما بعد أحداث السابع من أكتوبر وفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالإنتخابات الأمريكية الأخيرة  حيث استطاع الجيش الإسرائيلي ضرب وتدمير حزب الله اللبناني وتصفية امينه العام حسن نصر الله والى جانبه العشرات من القيادات السياسية والعسكرية للحزب إضافة إلى تدمير البنية التحتية وفرض واقع جديدا في لبنان ؛ وفي سوريا تمكنت فصائل المعارضة المسلحة  هناك من إسقاط  نظام بشار الأسد الموالي للنظام الإيراني وقيام عهدا جديدا وحكومة سورية جديدة وبهذا تكون إيران قد خسرت اللعبة في لبنان ودمشق وعلى وشك الخسارة الوشيكة في بغداد وصنعاء خصوصا وان الأحداث والتطورات السياسية والعسكرية المتسارعة بوتيرة عالية جدا تشير إلى ذلك.

اللعبة الإيرانية انكشفت واليوم غير الأمس فقد أصبح العالم يدرك ان إيران دولة إرهابية خطرة وانها تمثل رأس الأفعى في صناعة الإرهاب وتفريخه وتصديره إلى دول الجوار والعالم وبالذات بعد قيام المليشيا الحوثية الموالية للنظام الإيراني في شمال اليمن بمهاجمة السفن العابرة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وتهديد الملاحة البحرية ومهاجمة سفن الشحن التجارية بدعوى نصرة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وهي دعاية سياسية وخدمة لما يسمى بمحور المقاومة والممانعة الذي تتزعمه إيران بقصد الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية حول ملفات سياسية عدة اهمها الملف النووي الذي يبدوا ان طبول الحرب تدق من أجله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها والذي ربما يؤدي إلى نشوب مواجهة عسكرية محتملة خلال الأيام القليلة القادمة.

إيران كما اسلفت تعد رأس الأفعى في صناعة الإرهاب الذي لابد من قطعه وبتره نهائيها حتى يعم الأمن والأمان والاستقرار فكل الجرائم الإرهابية والفوضى والتخريب تقف وراءها إيران وذلك منذ عقود من الزمن ولن يسود الأمن والسلام في المنطقة والعالم بوجود النظام الإرهابي الحالي في طهران وان شاء الله نشهد في القريب العاجل زوال المليشيات المسلحة وتحرير العراق واليمن من الهيمنة الإيرانية الفارسية وعودة الأمن للملاحة في البحار والممرات المائية في المنطقة العربية.