عن فضيحة المشاط .!

الرئيسية | مقالات | 01 سبتمبر 2023

د. إبراهيم الكبسي

الزيادات والجبايات المفروضة على التاجر والمزارع في الأخير يدفعها المواطن من جيبه.

 

وعندما نسأل لماذا تفرض هذه الزيادات والجبايات؟ يكون الرد من أجل زيادة الايرادات. طيب هل تسخر الايرادات لخدمة المواطن وصرف مرتب الموظف؟

الواقع يقول: لا

لأن ثقب الفساد الأسود يبتلعها وشماعة العدوان تبرر نهبها.

*

ليكن شعارنا في ذكرى مولد المصطفى فاضحا لمن يريد أن يتاجر بالرسول الكريم سياسيا ويقدم نفسه للعالم بأنه محب للنبي بينما هو بعيد كل البعد عن الاقتداء بأخلاقه في التعامل مع رعيته.

* تجار الدين بضاعة حكمهم رديئة لا تصلح حياة الناس لذلك كلما انكشفت بضاعتهم الفاسدة هربوا إلى اثارة قضايا خارجية لإلهاء الشعب عن المطالبة بحقوقه، وجميع هذه القضايا ذات طابع ديني لاستغلال عواطف الناس وزيادة شعبيتهم، بينما الواقع يؤكد أن من لا خير فيه لشعبه لا خير فيه لشعوب الأرض قاطبة.

*

إذا حكم الأقزام وطنا جعلوا سقفه واطيا حتى يجبروا شعبه العزيز على الانحناء لهم، لكن هيهات منا الذلة فسينهار سقفهم الذي صنعوه عندما يصحو مارد الشعب من غفوته ليهدم سقفهم الواطي فوق رؤوسهم. الشعوب العزيزة قد تنام قد تستكين لكنها إن صحت زلزلت عروش الطغاة وفجرت براكين غضبها فوق الظالمين.

*

المزايد هو ذلك المسؤول الذي يتقاضى مخصصات مالية بالملايين شهريا ثم يظهر في وسائل الإعلام ليتباكى أمام العالم على راتب موظف بسيط مقطوع منذ 9 سنوات وهو لا يتجاوز بضعة آلاف من الريالات، ثم يقول له راتبك ليس عندي هو عند العدو. من هو العدو الحقيقي لهذا الموظف؟ ومن هو المزايد بمعاناته؟

*

فشلوا في خدمة الشعب وتهربوا من دفع المرتبات وعجزوا عن محاربة شلل الفساد والظلم والنهب داخل منظومتهم، لذلك كعادتهم لجأوا إلى مسرحية المؤامرات الخارجية، واليوم لدينا مسرحية ساخرة جديدة اسمها الخطة (ب)، ثم شككوا بعد ذلك في وطنية من انتقدهم، وطالب بحقوق الشعب، بل واتهموه بالعمالة والخيانة العظمى.

*

الحروب ليست جبهات عسكرية فقط بل هي جبهات اقتصادية وخدمية وعدل وانصاف وملايين الأفواه يجب اطعامها وحقوق ومرتبات يجب دفعها وفساد يجب محاربته.

لا يمكن لأي سلطة أن تنتصر في حربها وقد تركت شعبها جائعا مظلوما محروما فما بالكم بجماعة تعلن الحرب على شعبها.

من يعلن الحرب على معيشة شعبه لا ينتصر أبدا وسيكون السقوط مصيره الحتمي.

* خطاب المشاط هو اعلان حرب واضح على حقوقنا، وتهجم صريح على عدالة قضيتنا، وانكار قبيح لمظلوميتنا، واستخفاف مستفز لمعاناتنا، واتهام واضح لوطنيتنا، وقذف وتعريض بنا، يعني تصادروا حقوقنا وعادكم تبهرروا فوقنا، خطابك مرفوض وهو لا يمثل الشعب، خطابك يمثل جماعتك. ورب الكعبة سننتزع حقوقنا والله معنا.

• من صفحته على الفيسبوك