بين الحياد والتواطؤ.. لماذا تصر الأمم المتحدة على عدم نقل أنشطتها إلى عدن؟

الرئيسية | أخبار وتقارير | 20 فبراير 2025 09:53 م
جوليان هارنيس

جوليان هارنيس

في ظل تصاعد التهديدات، خاصة مع الدعوات الدولية لاتخاذ إجراءات ضد مليشيا الحوثي، تتزايد المخاوف من أن موقف الأمم المتحدة قد يكون أكثر من مجرد حياد، بل ربما يتجاوز ذلك إلى مستوى من "التخادم" الذي يخدم أجندة الجماعة المسلحة..

حشد نت- عدن:

جدد منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، جوليان هارنيس، تأكيد المنظمة على رفض نقل عملياتها من صنعاء إلى عدن، محذرًا من تداعيات إنسانية كارثية قد تؤدي إلى وفيات وحرمان الأطفال من خدمات التغذية والعلاج، رغم استمرار جماعة الحوثي في احتجاز العشرات من موظفيها وعرقلة عمل منظمات الإغاثة.

وجاءت تصريحات هارنيس، يوم الثلاثاء 18 فبراير/شباط 2025، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الأردنية عمان، ردًا على انتقادات وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة الشرعية، الذي تساءل عن سبب إصرار الأمم المتحدة على البقاء في مناطق سيطرة الحوثيين، رغم تصاعد الانتهاكات ضد موظفيها.

ورغم وفاة أحد موظفيها أثناء احتجازه لدى الحوثيين، شدد هارنيس على أن الأمم المتحدة لم تعلق عملياتها في اليمن، لكنها اضطرت إلى التوقف مؤقتًا في صعدة، حيث تم احتجاز 10% من موظفيها، مما جعل بيئة العمل غير آمنة.

وأثار هذا الموقف تساؤلات واسعة حول طبيعة العلاقة بين الأمم المتحدة والحوثيين، خاصة أن المنظمة تواصل العمل من صنعاء رغم الانتهاكات المستمرة ضد موظفيها، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على "تخادم خفي" بين الطرفين.

وفي تصريح لافت، تساءل هارنيس: "كم عدد الأشخاص الذين تريدون أن يموتوا؟ لن يحصل الأطفال على خدمات التغذية، وعندما تضرب الكوليرا مجددًا، لن يكون هناك من يساعدهم"، في إشارة إلى أن نقل العمليات إلى عدن سيؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني، متجاهلًا في الوقت نفسه المخاطر التي يواجهها العاملون في صنعاء.

وأشار هارنيس إلى أن الحوثيين لديهم سجل في احتجاز عمال الإغاثة واتهامهم بالتجسس، وهي مزاعم تنفيها الأمم المتحدة، لكن المنظمة لم تتخذ حتى الآن أي خطوات جادة لحماية موظفيها، مما يثير الشكوك حول دوافعها الحقيقية للبقاء في صنعاء.

وفي ظل تصاعد التهديدات، خاصة مع الدعوات الدولية لاتخاذ إجراءات ضد مليشيا الحوثي، تتزايد المخاوف من أن موقف الأمم المتحدة قد يكون أكثر من مجرد حياد، بل ربما يتجاوز ذلك إلى مستوى من "التخادم" الذي يخدم أجندة الجماعة المسلحة، على حساب العاملين في المجال الإنساني والملايين من المحتاجين للمساعدات.