حشد نت - وكالات
أعلن مسؤول أمني سوري، اليوم الجمعة، استعادة السيطرة على مدينة اللاذقية في إطار حملة عسكرية وأمنية موسعة تستهدف فلول النظام السابق في الساحل الغربي لسوريا، عقب سلسلة هجمات منسقة نفذها موالون للرئيس المخلوع بشار الأسد. وأفادت تقارير بسقوط عشرات المسلحين خلال المواجهات.
وأكد المقدم مصطفى صبوح، قائد شرطة اللاذقية، في تصريح لـ"الجزيرة"، أن المدينة باتت مؤمنة بالكامل، مع فك الحصار عن مواقع عسكرية وأمنية، وإخراج المسلحين المتحصنين فيها. وأضاف أن القوات السورية بدأت عمليات تطهير في جبلة والقرداحة بريف اللاذقية، لاستكمال بسط السيطرة.
في طرطوس، أعلن قائد الحملة الأمنية هناك فرض السيطرة على المدينة وانتشار القوات في أحيائها، مع بدء حملة تمشيط تمتد إلى المناطق المحيطة. وأوضح أن القوات الأمنية والعسكرية تمكنت من القضاء على عدد كبير من المسلحين الموالين للنظام السابق، إضافة إلى مصادرة كميات من الأسلحة والذخائر، وذلك بعد مواجهات عنيفة على الطريق الرابط بين حمص والساحل.
تعزيزات عسكرية وحظر تجول
وصلت تعزيزات عسكرية وأمنية كبيرة من إدلب وحمص وحلب، لدعم العمليات الجارية في مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة. كما دخلت وحدات من الجيش السوري مدينة بانياس بريف طرطوس، حيث شرعت في حملة تمشيط لاستعادة الأمن، وتمكنت من فك الحصار عن مستشفى المدينة بعد اشتباكات مع المسلحين.
بالتزامن مع هذه التطورات، فرضت السلطات حظر تجول في اللاذقية وطرطوس، وتم تمديده في طرطوس حتى صباح السبت، في ظل تصاعد التهديدات الأمنية.
تصعيد دموي وهجمات منسقة
بدأت المواجهات الأخيرة من بلدة بيت عانا بريف اللاذقية، حيث تعرض عنصر أمني للقتل وأصيب آخرون، أعقبها كمين في جبلة أسفر عن مقتل 15 عنصراً أمنياً. وتصاعدت الهجمات إلى داخل مدينة اللاذقية، حيث حاول المسلحون الاستيلاء على مواقع أمنية ومدنية.
ووصفت السلطات السورية هذه الهجمات بالمنظمة، مؤكدة أنها الأعنف منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
عمليات تمشيط واعتقال شخصيات بارزة
أفادت وكالة الأنباء السورية بأن قوات الأمن بدأت عمليات تمشيط واسعة في مدن الساحل السوري، امتداداً إلى المناطق الريفية والجبلية. وأكد مصدر أمني أن القوات قضت على عدة كمائن نصبها فلول النظام السابق على طريق إدلب-اللاذقية خلال الليل.
وفي تطور لافت، تم اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية الأسبق، والمتهم بتنفيذ مئات عمليات الاغتيال خلال حكم حافظ الأسد. كما أشارت تقارير إلى انتشار قوات حكومية على الحدود العراقية.
تعهدات حكومية باستعادة الأمن
أكد مصدر أمني لـ"الجزيرة" أن الدولة السورية ستفرض سيطرتها على جميع الجماعات المسلحة ولن تسمح بأي محاولات لزعزعة الاستقرار. وأوضح أن المسلحين المتحصنين في اللاذقية يضمون عناصر محسوبة على القيادي العسكري السابق سهيل الحسن.
بدورها، شددت قيادة العمليات الأمنية على ضرورة حماية المدنيين والممتلكات دون تجاوزات، مؤكدة أن القانون وحده هو المرجع في التعامل مع أي تهديد أمني.
مظاهرات شعبية داعمة للحملة الأمنية
في المقابل، شهدت عدة مدن سورية، من بينها دمشق وحمص وحلب ودرعا ودير الزور، مظاهرات حاشدة دعماً للعمليات العسكرية الجارية ضد فلول النظام السابق. ورفع المتظاهرون لافتات وهتفوا بشعارات مساندة للحكومة الانتقالية في جهودها لاستعادة الأمن والاستقرار.
وأظهرت لقطات مصورة حشوداً في وسط مدينة إدلب، فيما كانت قوات عسكرية تتوجه نحو جبهات القتال في الساحل السوري، في إشارة إلى استمرار التصعيد العسكري في الأيام المقبلة.