الساحل السوري على صفيح ساخن.. مواجهات دامية وحظر تجول في ثلاث محافظات

الرئيسية | أخبار العالم | 08 مارس 2025 09:08 م
أرشيفية

أرشيفية

يترقب السوريون والعالم مسار الأحداث في الساحل السوري، وسط مخاوف من امتداد رقعة العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة..

حشد نت- تقرير:

تصاعدت حدة التوتر الأمني في الساحل السوري، وخصوصًا في مدينتي اللاذقية وطرطوس، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في تصعيد هو الأخطر منذ فترة طويلة.

وأعلنت قوات الأمن السورية، الخميس، أنها تخوض معارك ضد مجموعات مسلحة تابعة للضابط السابق سهيل الحسن، الذي كان من أبرز القادة العسكريين في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 16 عنصرًا من قوات الأمن في هجمات نفذها المسلحون، مشيرًا إلى أن المواجهات اندلعت في مناطق ذات أغلبية علوية.

وبحسب المرصد، فقد ردت القوات الأمنية بقوة، ما أدى إلى مقتل 28 مسلحًا في مدينة جبلة ومحيطها. وأكدت المصادر أن الاشتباكات شهدت استخدام الطيران المروحي، في مؤشر على تصاعد المواجهات.

حظر تجول

في ظل التدهور الأمني السريع، فرضت السلطات السورية حظر تجول في مدينتي اللاذقية وطرطوس، ليمتد لاحقًا إلى محافظة حمص، في محاولة للسيطرة على الأوضاع ومنع انتشار الفوضى.

انتهاكات وجرائم

وكشفت وزارة الداخلية السورية، الجمعة، أن المنطقة شهدت "انتهاكات فردية" نتيجة تدفق حشود غير منظمة إلى الساحل. 

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر أمني أن "فلول النظام السابق" استهدفوا عناصر من الشرطة والأمن، مما أدى إلى ردود فعل غير منضبطة من بعض الأفراد.

في المقابل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن العنف المتصاعد أوقع مئات القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، مؤكدًا أن مدينة بانياس في ريف طرطوس شهدت المجزرة الأكبر، حيث قُتل أكثر من 60 مدنيًا خلال الساعات الأولى من المواجهات.

ودعا المرصد المجتمع الدولي إلى إرسال فرق تحقيق لتوثيق الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها المدنيون.

رسالة صارمة

في أول تعليق له على التطورات، شدد الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، على ضرورة "ملاحقة فلول النظام السابق وتقديمهم لمحاكمات عادلة".

وفي خطاب متلفز، قال الشرع: "لقد اعتديتم على من يحمي سوريا، وجاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه"، داعيًا المسلحين إلى "إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم قبل فوات الأوان"، مشددًا على أن "الدماء يجب ألا تُراق أكثر من ذلك".

الأوضاع تحت السيطرة

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع السورية أن القوات الأمنية والعسكرية تواصل عملياتها ضد المجموعات المسلحة، مشيرة إلى أن الأوضاع تحت السيطرة. 

وقال العقيد حسن عبد الغني، المتحدث باسم الوزارة: "قواتنا تحقق تقدمًا ميدانيًا سريعًا، والملاحقات مستمرة وفق الخطط العملياتية المعتمدة".

في ظل هذا المشهد المتفجر، يترقب السوريون والعالم مسار الأحداث في الساحل السوري، وسط مخاوف من امتداد رقعة العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.