تحذير أممي من مجاعة وشيكة في 14 دولة بينها اليمن بسبب تعليق التمويل الأمريكي

الرئيسية | أخبار وتقارير | 09 ابريل 2025 05:59 م
أرشيفية

أرشيفية

في اليمن وحدها، يعتمد أكثر من 17 مليون شخص على المساعدات الغذائية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، في ظل استمرار الصراع وتدهور الاقتصاد وانهيار الخدمات الأساسية.

حشد نت- عدن:

أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، تحذيرًا شديد اللهجة من تداعيات القرار الأمريكي المحتمل بوقف تمويل المساعدات الغذائية الطارئة، مشددًا على أن هذه الخطوة قد تتسبب في تفاقم معاناة ملايين الأشخاص في 14 دولة، من بينها اليمن، التي تواجه واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العالم.

وقال البرنامج في بيان رسمي نشره عبر منصته على "إكس" (تويتر سابقًا): "نُعرب عن قلقنا البالغ إزاء الإخطارات الأخيرة من الإدارة الأمريكية بشأن إنهاء تمويل المساعدات الغذائية الطارئة في 14 دولة حول العالم"، مضيفًا أن "تطبيق هذا القرار قد يشكل حكمًا بالإعدام على الملايين الذين يواجهون الجوع الحاد ولا يملكون سُبل البقاء".

وتُعد الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد للبرنامج، إذ شكّل دعمها المالي عنصرًا محوريًا في استجابة المنظمة الدولية لأزمات الجوع في مناطق النزاع والكوارث.

وفي اليمن وحدها، يعتمد أكثر من 17 مليون شخص على المساعدات الغذائية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، في ظل استمرار الصراع وتدهور الاقتصاد وانهيار الخدمات الأساسية.

وأشار البرنامج إلى أن وقف التمويل سيؤدي إلى تعليق أو تقليص واسع في عملياته الإغاثية، ما يُهدد حياة الملايين، ويزيد من معدلات النزوح والفقر وسوء التغذية، لاسيما بين النساء والأطفال.

وأكد البرنامج أنه على تواصل مباشر مع الإدارة الأمريكية للحصول على توضيحات حول القرار المرتقب، داعيًا إلى مواصلة دعم البرامج المُنقذة للحياة، ومعربًا في الوقت نفسه عن امتنانه للمساهمات السابقة من الولايات المتحدة والدول المانحة الأخرى.

كما لفت البيان إلى أن موظفي البرنامج يواصلون العمل في ظروف بالغة الصعوبة للوصول إلى الفئات الأشد ضعفًا في بؤر الجوع حول العالم، مؤكدًا أن "الحاجة إلى المساعدات لم تكن في أي وقت مضى أكثر إلحاحًا مما هي عليه اليوم".

ونوّه البرنامج إلى أنه لا يحصل على تمويل تلقائي من الأمم المتحدة، بل يعتمد كليًا على المساهمات الطوعية من الحكومات والمنظمات والأفراد. وتشكل مساهمات أكثر من 60 حكومة حول العالم الركيزة الأساسية لتمويل برامجه الإغاثية والإنمائية.

وفي اليمن، حيث يعيش أكثر من نصف السكان في حالة انعدام أمن غذائي حاد، يُنذر أي تقليص أو توقف في التمويل بانهيار المنظومة الإنسانية الهشة، وسط تحذيرات من العودة إلى مستويات كارثية من المجاعة سبق أن وثّقتها تقارير أممية في السنوات الماضية.

ويأتي هذا التطور في وقت تتراجع فيه التزامات المانحين، مقابل تصاعد الاحتياجات الإنسانية على وقع الأزمات العالمية المتفاقمة وتراجع الاهتمام الدولي بالأزمات الممتدة.

وفي ختام بيانه، جدد برنامج الأغذية العالمي مناشدته للمجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، بضرورة استمرار الدعم الإنساني للدول المتأثرة، محذرًا من أن "أي تأخير في التمويل يعني المزيد من الجوعى، والمزيد من الأرواح المهددة بالموت".