طهران وواشنطن على شفير مواجهة نووية.. شروط صارمة وردود نارية

الرئيسية | سياسة | 16 ابريل 2025 04:01 م

مقترح أميركي يقضي بنقل مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة مثل روسيا، وهو ما قوبل برفض إيراني حاسم، مع تمسك طهران ببقائه داخل أراضيها تحت إشراف دولي..

حشد نت- تقرير:

جددت الولايات المتحدة موقفها المتشدد من البرنامج النووي الإيراني بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من المحادثات، واضعة شرطين اعتبرتهما "خطين أحمرين" لا تهاون بشأنهما: وقف تخصيب اليورانيوم عند مستويات منخفضة، وتفكيك البرنامج الصاروخي الإيراني.

وفيما حاول مبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اعتماد نبرة دبلوماسية أكثر مرونة، لم يتردد الرئيس نفسه في التلويح مجددًا بـ"ضربة عسكرية قاسية" إذا ما واصلت طهران تطوير قدراتها النووية.

جوهر المفاوضات

قال مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن المحادثات تتركز على نقطتين أساسيتين: تخصيب اليورانيوم والبرنامج الصاروخي، مؤكدًا أن أي نسبة تخصيب تتجاوز 3.67% "غير مقبولة"، وأن تجاوز سقف 60% "يقوّض الثقة بسلمية المشروع الإيراني".

وأضاف ويتكوف: "لسنا هنا للتهديد، بل لنقل الوقائع كما هي. الرئيس لن يسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية، وسيتصرف إذا اقتضى الأمر".

أما ترامب، فأكد في تصريح أكثر صراحة: "نريد لإيران أن تكون دولة مزدهرة، لكن عليها أن تتخلى عن أوهامها النووية. الخيار العسكري سيبقى مطروحًا، فالمتطرفون لا يمكنهم امتلاك هذا السلاح".

ومن الجانب الإيراني، شدد الدكتور هادي دلول، أستاذ القانون الدولي في طهران، على أن بلاده "ترفض تمامًا مناقشة فكرة تفكيك برنامجها النووي"، واصفًا إياه بأنه "مشروع قانوني يخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأوضح دلول أن "البرنامج النووي الإيراني لا يحمل طابعًا عسكريًا، ولا توجد أي أدلة أو تصريحات رسمية تدعم هذا الادعاء"، مذكرًا بأن "الفتوى الدينية بتحريم السلاح النووي لا تزال سارية".

ثقة مفقودة

في المقابل، اعتبر المحلل السياسي موفق حرب أن الغرب "ما يزال يشكّك في نوايا إيران"، مشيرًا إلى منشآت سرية مثل "فوردو" و"أراك" واكتشاف نسب تخصيب مرتفعة سابقًا "لا يمكن تبريرها بالأغراض المدنية".

وأضاف: "المعرفة النووية، والتخصيب العالي، وأنظمة الصواريخ.. كلها مؤشرات تدل على مساعٍ إيرانية لحيازة القدرة النووية العسكرية، سواء اعترفت بذلك أم لا".

مقترح أميركي

كشفت صحيفة الغارديان عن مقترح أميركي يقضي بنقل مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة مثل روسيا، وهو ما قوبل برفض إيراني حاسم، مع تمسك طهران ببقائه داخل أراضيها تحت إشراف دولي.

ورأى حرب أن الاقتراح "ليس جديدًا"، إذ طُرح سابقًا ضمن اتفاق 2015، لكنه يصطدم اليوم بعقبات سياسية في ظل مناخ من انعدام الثقة.

وسط التصعيد، أعلنت طهران استعدادها لفتح أبواب استثمارية قد تصل قيمتها إلى تريليوني دولار، في ما اعتبره مراقبون "إشارة إيجابية" تجاه واشنطن.

وأكد مسؤولون إيرانيون أن المرشد الأعلى لا يمانع التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة.

لكن د. دلول شدد على أن هذه الخطوة "ليست تنازلًا"، مشيرًا إلى أن إيران "لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن ضمانات صارمة تمنع تكرار انسحاب أميركي كما حدث في الاتفاق النووي السابق".

في سياق متصل، أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني أن "القدرات الدفاعية والصاروخية غير قابلة للتفاوض"، محذرًا من أن أي ضغوط بهذا الاتجاه "لن تُجدي نفعًا".

ورغم ما وصفه مراقبون ببداية "إيجابية"، بدا المرشد الإيراني علي خامنئي أقل تفاؤلًا، إذ قال صراحة إنه "متشائم للغاية حيال المحادثات مع الولايات المتحدة"، ما يعكس حجم الهوة القائمة بين الطرفين.

وختم موفق حرب تعليقه بالقول: "النقاش لم يعد يدور فقط حول تخصيب أو صواريخ، بل حول مستقبل النظام الإيراني بأسره. فالفشل في هذه المحادثات قد يُفضي إلى مواجهة غير محسوبة العواقب".