حشد نت- وكالات:
رغم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، السبت، بعد أربعة أيام من التوترات العسكرية العنيفة التي كادت تدفع الجارتين النوويتين إلى مواجهة مفتوحة، لا تزال الأوضاع في إقليم كشمير المتنازع عليه تنذر بانفجار وشيك.
ففي الوقت الذي شهدت فيه مدن في البلدين احتفالات بوقف إطلاق النار، أفاد شهود عيان من خط السيطرة الفاصل بين كشمير الهندية والباكستانية بوقوع انفجارات وتحليق مكثف لطائرات مسيّرة، وسط تبادل للاتهامات بخرق الاتفاق. إذ اتهمت نيودلهي إسلام أباد بفتح نيران استفزازية، في حين نفت الأخيرة تلك المزاعم.
ووفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، فإن هذه الخروقات توحي بأن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية، لا يعدو كونه تجميدًا مؤقتًا لنزاع مستمر منذ عقود، دون أن يحمل مؤشرات حقيقية على حل جذري.
مواقف متباينة
وكان نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس قد أجرى اتصالاً برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الجمعة، في مسعى لاحتواء التصعيد، بعدما أعرب كبار المسؤولين الأميركيين عن قلقهم المتزايد من انزلاق الوضع إلى حرب شاملة.
مصادر صحفية أميركية كشفت أن واشنطن عرضت "مخرجاً محتملاً" نال قبول باكستاني مبدئي، فيما كثف المسؤولون الأميركيون اتصالاتهم الثنائية لتثبيت الهدنة.
وعلى الرغم من ترحيب باكستان بالدور الأميركي، أبدت الهند تحفظاً واضحاً، لا سيما بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حول موافقة نيودلهي على محادثات شاملة مع إسلام أباد، الأمر الذي دفع الحكومة الهندية لإصدار تصريح حذر عبر الإعلام المحلي أكدت فيه أن "أي هجوم إرهابي في المستقبل سيُعدّ بمثابة عمل حربي".
شكوك وتحذيرات
الباحث الأميركي كريستوفر كلاري حذر من أن المنطقة قد تدخل مرحلة تشبه الأزمات المزمنة في الشرق الأوسط، تتسم بضربات متبادلة دون الوصول إلى سلام دائم.
وقال: "الهند تنصلت سريعًا من أي التزام سياسي، ما ينبغي أن يدفع واشنطن للتعامل مع الهدنة كترتيب مؤقت أكثر منه بداية لحل دائم".
أما آشلي تيليس، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، فرأى أن التدخل الأميركي حقق تهدئة مؤقتة لأن الطرفين لم يكونا مستعدين لخوض حرب شاملة، مشيرًا إلى أن "كلا الجانبين ألحق ضررًا كافيًا بالآخر، يسمح له بادعاء تحقيق نصر سياسي أو عسكري محدود".