حشد نت- وكالات:
في تصعيد غير مسبوق منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات، شنّت روسيا، ليل السبت/الأحد، أضخم هجوم جوي على الأراضي الأوكرانية، مستهدفة مناطق واسعة من البلاد بما في ذلك مدن في غرب أوكرانيا بعيدة عن خطوط المواجهة.
وقال يوري إهنات، رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية، لوكالة "أسوشيتد برس"، إن هذا الهجوم الجوي يُعد الأكبر من نوعه منذ بدء الغزو الروسي، مشيرًا إلى أنه شمل طائرات مسيرة متعددة الطراز وصواريخ متنوعة.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت ما مجموعه 537 سلاحًا جويًا خلال ساعات الليل، بينها 477 طائرة مسيّرة وصواريخ خداعية، إضافة إلى 60 صاروخًا حقيقيًا. وأكدت القوات إسقاط 249 طائرة مسيّرة، بينما يُرجح أن 226 مسيّرة أُسقطت عبر وسائل الحرب الإلكترونية.
سقوط ضحايا وحرائق وانقطاع للكهرباء
الهجمات الروسية لم تكن دون خسائر، إذ أعلن حاكم منطقة خيرسون، أوليكساندر بروكودين، مقتل شخص جراء استهداف المنطقة بطائرات مسيّرة. كما أصيب 6 أشخاص في منطقة تشيركاسي، من بينهم طفل، بحسب ما أفاد به حاكم المنطقة، إيهور تابوريتس.
وفي مدينة دروهوبيتش التابعة لمنطقة لفيف غرب البلاد، تسببت طائرات مسيرة في اندلاع حريق ضخم في منشأة صناعية، ما أسفر عن انقطاع الكهرباء عن أجزاء من المدينة.
توتر إقليمي واستنفار بولندي
ردًّا على التصعيد، أعلنت القوات الجوية البولندية أن بولندا ودولًا حليفة قامت بإرسال طائرات مقاتلة لضمان أمن مجالها الجوي، في ظل اقتراب الهجمات من الحدود الغربية لأوكرانيا.
ويأتي هذا التصعيد في توقيت حرج، بعد يومين فقط من تصريحات للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن فيها استعداد موسكو لاستئناف مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول. لكن وعلى الرغم من هذه التصريحات، تبدو آفاق السلام قاتمة، إذ لم تفضِ الجولتان السابقتان من المحادثات إلى أي نتائج ملموسة.
وتُعد هذه الهجمات المكثفة دليلًا إضافيًا على اتساع رقعة الحرب، وتعثر الجهود الدولية بقيادة الولايات المتحدة لإيجاد مخرج دبلوماسي للصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.