دراسة علمية تنسف خرافة "أغنية يوم الميلاد" بعد قرنين من التصديق

الرئيسية | منوعات | 21 يوليو 2025 11:03 م
أرشيفية

أرشيفية

الأغنية، التي تعود أصولها إلى عام 1836 ونشرتها الكاتبة آنا إليزا براي في كتابها "تقاليد ديفونشاير"، تزعم أن مواليد كل يوم من أيام الأسبوع يتمتعون بصفات محددة.

حشد نت- متابعات:

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في جامعة يورك البريطانية، زيف الاعتقاد الشعبي الذي يربط بين يوم ميلاد الإنسان وصفاته الشخصية أو مستقبله، وهو اعتقاد ظل متداولًا لأكثر من قرنين من الزمن، مستندًا إلى أبيات أغنية إنجليزية شهيرة تعرف بـ"Monday’s Child".

الأغنية، التي تعود أصولها إلى عام 1836 ونشرتها الكاتبة آنا إليزا براي في كتابها "تقاليد ديفونشاير"، تزعم أن مواليد كل يوم من أيام الأسبوع يتمتعون بصفات محددة.

فهي تصف مواليد الاثنين بأنهم "حُسْنُو الطلعة"، ومواليد الجمعة بالكرم، بينما تصف مواليد الأربعاء بالتعاسة، والخميس بأن أمامهم "طريق طويل"، وتخلع على مواليد الأحد صفات السعادة والطيبة.

ومن أجل التحقق من مدى صحة هذه التصنيفات الشعبية، قام فريق الباحثين في جامعة يورك بتحليل بيانات شاملة لأكثر من 1100 عائلة بريطانية لديها توائم، وتم تتبع نمو الأطفال من سن الخامسة وحتى الثامنة عشرة، مع تقييم سماتهم الشخصية، ومستوى تحصيلهم، وجاذبيتهم الخارجية، وسلوكهم الاجتماعي.

وربط الفريق البحثي تلك السمات بأيام ميلاد الأطفال، بهدف فحص مدى تطابقها مع الصفات التي تروج لها الأغنية.

وقد تم تقييم "الكرم والعطاء" من خلال السلوك الاجتماعي، و"الاجتهاد" عبر الأداء الدراسي، بينما خضع تقييم "الجمال" لمراجعة مستقلة من طرف أشخاص غير مشاركين في الدراسة.

النتائج جاءت قاطعة: لا وجود لأي علاقة ذات دلالة علمية بين يوم الميلاد وسمات الشخصية أو المظهر الخارجي أو النجاح في الحياة. وأكد الباحثون أن العوامل الأكثر تأثيراً في نشأة الأطفال وتكوينهم النفسي والشخصي، تتمثل في الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وجنس الطفل، ووزنه عند الولادة، وليس يوم ولادته.

وبالرغم من عدم شمول الدراسة لكل معاني الأبيات، مثل عبارة "مليء بالنعمة" التي تحتمل تفسيرات جسدية أو سلوكية، أشار الفريق إلى أن هذا لا يغيّر من النتيجة الجوهرية: الأغنية لا تستند إلى أي أساس علمي، وإنما تعد مجرد تراث ترفيهي شعبي.

كما أقر الباحثون بأن الدراسة لم تتمكن من قياس مدى تأثر العائلات بهذه الأغنية أو تصديقهم لها، وهو ما قد يشكل عاملاً نفسياً غير مباشر، إلا أن ذلك لا يقلل من قوة الاستنتاج العام الذي توصلت إليه الدراسة، بوصفها إحدى أكثر المحاولات البحثية شمولًا لتفنيد أسطورة شعبية طالما ارتبطت بالهوية والمصير.