حشد نت - عدن
حذر المجلس الأطلسي، أحد أبرز مراكز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن، من أن التصعيد العسكري الذي تنفذه مليشيا الحوثي في البحر الأحمر ليس مجرد سلوك متمرد، بل هو انعكاس مباشر لفشل السياسات الغربية في فهم طبيعة التهديد الحوثي والتعامل معه بجدية.
وفي تحليل نشرته الباحثة اليمنية فاطمة أبو الأسرار عبر مدونة المجلس، أشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة وشركاءها الغربيين تعاملوا مع جماعة الحوثي لسنوات كحركة متمردة محلية، متجاهلين ارتباطها العميق بالمشروع الإيراني الأوسع، ما أتاح للجماعة التمدد عسكريًا وتحقيق مكاسب استراتيجية في أهم الممرات البحرية في العالم.
وأكد التحليل أن الغرب ارتكب أخطاء استراتيجية عدة، أبرزها الرهان على اتفاق ستوكهولم الذي جمد العمليات العسكرية في الحديدة دون توفير آليات ردع حقيقية، وهو ما سمح للحوثيين بتحويل المدينة إلى منصة لوجستية للهجمات البحرية.
وأضافت أبو الأسرار أن التصعيد في البحر الأحمر لا يمكن فصله عن التحالف الإقليمي الآخذ بالتشكل بين إيران وروسيا والصين، والذي يسعى إلى زعزعة الاستقرار العالمي من خلال استغلال الثغرات الأمنية في المناطق الحساسة، وعلى رأسها مضيق باب المندب وخليج عدن.
واعتبر المجلس الأطلسي أن الرد الغربي المتأخر، والذي اقتصر في الغالب على ضربات جوية متفرقة وبيانات إدانة، ساهم في تآكل الردع، وفتح المجال أمام الحوثيين لتنفيذ هجمات أكثر جرأة، تهدد أمن التجارة العالمية والطاقة.
يُذكر أن هذا التحليل يأتي بالتزامن مع تصاعد هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، واحتدام النقاش الدولي بشأن فعالية "عملية الحارس المنيع" التي تقودها الولايات المتحدة لحماية الملاحة، في ظل استمرار تهديدات الجماعة المدعومة من إيران.