حشد نت- عدن:
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن القضية الفلسطينية تظل في صدارة أولويات القاهرة، مشددًا على وجود موقف عربي وإسلامي موحد لدعم أي تحرك دولي يضع حدًا للحرب في غزة، ويعيد إطلاق مسار السلام على أسس عادلة.
وفي مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح عبد العاطي أن اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدد من القادة العرب والمسلمين كان "مهمًا ومشجعًا"، مشيرًا إلى أن ترامب وصف نفسه بـ"رئيس السلام"، وأبدى رغبة في إنهاء الحرب التي وصفها الوزير بأنها "عدوان غادر على الشعب الفلسطيني".
وقال وزير الخارجية المصري: "نأمل أن تتحول تصريحات الرئيس الأميركي إلى خطوات ملموسة توقف نزيف الدم وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، شرط توافر الإرادة السياسية."
وحذر عبد العاطي من خطورة استمرار "المجاعة المفتعلة" الناتجة عن القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدًا أن "القتل الممنهج اليومي" يجب أن يتوقف فورًا. وأبدى ما وصفه بـ"التفاؤل الحذر" إزاء إمكانية أن يقود الموقف الأميركي الجديد إلى تسوية حقيقية.
وبشأن الرؤية المصرية لمرحلة ما بعد الحرب، أوضح الوزير أنها "ليست رؤية مصرية فحسب، وإنما عربية وإسلامية"، وتستند إلى ثلاث ركائز رئيسية: الترتيبات الأمنية، الحوكمة، وإعادة الإعمار.
وكشف أن القاهرة بالتنسيق مع الأردن تعمل على تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية، مع احتمال نشر قوات دولية بمهام محددة لدعم السلطة الفلسطينية وتمكينها من إدارة قطاع غزة.
وأشار عبد العاطي إلى أن لجنة إدارية من التكنوقراط قد تضطلع بإدارة مؤقتة للقطاع إلى حين استعادة السلطة الفلسطينية دورها الكامل، مؤكدًا أن المجتمع الدولي لن يقبل بأي طرف يرفض السلطة الشرعية.
كما أعلن الوزير عن استعداد مصر لاستضافة مؤتمر دولي في القاهرة خلال الأسابيع المقبلة يركز على برامج الإغاثة العاجلة وإعادة الإعمار، تشمل بناء مساكن سريعة، وتأمين مياه الشرب والكهرباء والصرف الصحي، إضافة إلى إنشاء عيادات متنقلة.
وعن العلاقة مع إسرائيل، شدد عبد العاطي على أن مصر "ملتزمة التزامًا كاملًا" بمعاهدة السلام الموقعة عام 1979 طالما التزمت بها تل أبيب، مضيفًا أن "السلام خيار استراتيجي للرئيس عبد الفتاح السيسي"، مع التأكيد أن مصر "دولة سلام وليست دولة حرب، لكنها قادرة على حماية أمنها وحدودها".
وأقر بوجود اتصالات عسكرية وأمنية يومية مع إسرائيل باعتبارها "جزءًا من التعامل الطبيعي".
وفي الملف الإيراني، كشف الوزير عن دور مصري في منع انزلاق المنطقة إلى مواجهة إقليمية واسعة، لافتًا إلى أن الوساطة المصرية ساهمت في اتفاق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف عمل المفتشين.
ودعا القوى الدولية إلى "منح فرصة للدبلوماسية وخفض التصعيد"، مؤكدًا أن إيران أبدت استعدادًا للتعاون.
أما بشأن دور الأمم المتحدة، فقد أبدى عبد العاطي قلقًا من "التراجع الكبير للنظام متعدد الأطراف"، منتقدًا "شلل مجلس الأمن أمام الانتهاكات الإسرائيلية".
وطالب بإصلاح المنظمة الدولية وإعادة هيكلة المجلس بما يمنح إفريقيا تمثيلًا أوضح عبر أربعة مقاعد بينها مقعدان دائمين.
وختم وزير الخارجية المصري بالتأكيد على أن منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة بات ضرورة ملحة، قائلاً: "ندفع بقوة في هذا الاتجاه، فهو أمر غاية في الأهمية في ضوء الاعترافات الدولية المتزايدة بالدولة الفلسطينية."