شرم الشيخ على صفيح ساخن: مفاوضات الساعات الحاسمة بين حماس وإسرائيل برعاية أمريكية

الرئيسية | أخبار العالم | 08 اكتوبر 2025 06:34 م

المفاوضات لا تزال تصطدم بخلافات تتعلق بترتيبات الانسحاب وآلية تبادل الأسرى، في وقت تبذل فيه القاهرة والدوحة جهوداً مكثفة لتقريب وجهات النظر.

حشد نت – وكالات:

قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، الجارية في مدينة شرم الشيخ، وسط ضغوط أمريكية مكثفة للتوصل إلى اتفاق أولي يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأوضحت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن التدخل الأمريكي دخل مرحلة "حاسمة" بعد اتصالات مكثفة أجراها مسؤولون في البيت الأبيض مع الوسطاء المصريين والقطريين، ومع أطراف فلسطينية عبر قنوات غير مباشرة، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه تعليمات لفريقه بـ"استخدام كل النفوذ الممكن لضمان التزام الأطراف بالاتفاق المنتظر".

وشهدت المفاوضات خلال اليومين الأخيرين نشاطاً دبلوماسياً واسعاً، تمثل في اجتماعات منفصلة عقدها الوسطاء المصريون والقطريون مع ممثلي الجانبين، وتركزت حول تثبيت تفاهمات ميدانية تتعلق بخطوط الانسحاب وضمانات التنفيذ.

وأكدت المصادر أن واشنطن تكثف تحركاتها بهدوء لتجنب إرباك المفاوضات، بعد تلقيها "إشارات إيجابية" من القاهرة والدوحة حول إمكانية التوصل إلى أرضية مشتركة، لافتة إلى أن حضور كل من جاريد كوشنر والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى شرم الشيخ يعكس بلوغ المحادثات مراحلها النهائية.

وتستضيف شرم الشيخ، لليوم الثالث على التوالي، المفاوضات التي تستند إلى خطة ترامب المؤلفة من عشرين بنداً، تتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار، وتبادلاً للأسرى، ونزع سلاح حماس، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من القطاع، يعقبه تشكيل مجلس دولي لإدارة المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار.

وكانت حماس قد أعلنت في مطلع الشهر الجاري موافقتها على الخطة، مؤكدة استعدادها لتسليم المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات دفعة واحدة، وبدء مفاوضات جادة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.

وكشف مصدر فلسطيني آخر أن واشنطن تمارس ضغوطاً مباشرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار، بعد أن أبلغ ترامب نظيره الإسرائيلي خلال لقائهما الأخير في واشنطن بأن استمرار الحرب "لم يعد يخدم المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية".

وأوضح المصدر أن الجانب الأمريكي عرض ضمانات أمنية وسياسية لجميع الأطراف، تشمل إشرافاً دولياً على تنفيذ وقف النار، وجدولاً زمنياً لانسحاب القوات الإسرائيلية، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون قيود.

ورغم ما وصفته المصادر بـ"التفاؤل الحذر"، فإن المفاوضات لا تزال تصطدم بخلافات تتعلق بترتيبات الانسحاب وآلية تبادل الأسرى، في وقت تبذل فيه القاهرة والدوحة جهوداً مكثفة لتقريب وجهات النظر.

وأشار أحد المشاركين في المشاورات إلى أن "الأجواء تميل إلى الحسم"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تدرك أن استمرار الحرب يهدد استقرار المنطقة ومصالحها فيها"، فيما شددت حماس على أن أي اتفاق لن يمر دون وقف شامل للعمليات العسكرية وضمانات تحول دون تجدد التصعيد.

وختمت المصادر بالقول إن "الساعات المقبلة ستحدد إن كانت الجهود الأميركية والعربية ستثمر اتفاقاً فعلياً يطوي صفحة الحرب الأطول في تاريخ غزة الحديث."